الشيخ محمد رفعت رحمه الله في رأيي نسخة لم تتكرر حتى يومنا هذا ، لا في ماوهبه له ربه من حنجرة ذهبية وصوت شجي فحسب ، ولكن في قدرته على أن ينقل مستمعيه إلى الحالة الملكوتية التي يعيشها وهو يتلو آي الذكر الحكيم ،.
فالشيخ محمد رفعت قادر على أن يتسلل بمعاني القرآن الكريم إلى أعماق قلب مستمعيه في تخشع وحزن بالغين ، ودائما ماأتخيله حين يتلو ماتيسر من آي الذكر الحكيم وكأنه مقيم بين يدي ربه على باب الذل لايفارقه ، وباب  الذل هذا لايقف عليه إلا المنكسرة قلوبهم بين يدي ربهم ، وهذا باب لايلزمه إلا العارفون .
يقول سيدي أحمد الرفاعي " نظرت إلى الطرق الموصلة إلى الله فوجدتها جميعا مزدحمة إلا طريق الذل والانكسار فمشيت فيه"
ولذا ترى الآية القرآنية حين تصعد من قلب الشيخ رفعت عبر حنجرته تعود فترتد إلى آذاننا من آفاق ملكوتية عليا ، وكأنه صوت من الجنة يتلو آيات ربه هناك عند السدرة " إذ يغشى السدرة مايغشىى " فيستجيب له الكون كله خشوعا وتبتلا وتناغما مع هذا الصوت الملائكي الشجي .
باختصار صوت الشيخ محمد رفعت هو نسخة ملكوتية للقرآن الكريم متلوة بصوت السماء ومهداة إلى أهل الأرض .
وما أجمل ان نستمع ليلة الجمعة ويومها إلى سورة الكهف بصوته الشجي رحمه الله .
والدعاء مجرب إثر قوله تعالى " إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربا آتنا من لدنك رحمة وهيء من أمرنا رشدا"
هيا بنا ندخل إلى كهوف أنفسنا تنقية وتخلية وتجلية ، وكفانا تركيزا على غيرنا ، ثم لنسأل الله تعالى أن يمن علينا جميعا برحمة من لدنه يفرج بها عنا ، وينقلنا بها من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه ، وماأشد حاجتنا يارب إلى رحمتك وأنت بنا عليم .