بعد انتهاء شهر رمضان رمضان المعظم:
نصيحتي :
" إياكم ومحقرات الذنوب ….وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه" كما قال صلى الله عليه وسلم .
فمعظم أسباب الهلاك وضياع ثواب العبادات والطاعات أدراك الرياح يكون منها ، أعني الصغائر التي نحقرها ونظنها توافه لاتؤثر ،من قبيل الكدبه البيضاء ، وده تجمل مش نفاق ، ودي تسالي مش غيبة ، وده هزار مش تنمر … فهذه الصغائر قلبية كانت أم سلوكية هي الهلاك بعينه لاسيما مع المداومة عليها ، إذ تشبه حينئذ وكما يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله جيشا من السوس أو الجراد وقد حط على نخلة من الطوال فلم يبرح حتى سواها بالأرض من أثر النخر الدائم في جزوعها ، على حين لم تفلح الرياح العاتية في إسقاط جريدة منها .
والحقيقة أنني لم أقرأ حديثا في نفس هذه الفكرة أروع مما سطرته أنامل أديبنا ومفكرنا الكبير اد/ أيمن الجندي
فتتمة للفائدة اسمحوا لي أن أشارككم هذا المنشور الرائع بعد إذن سيادته
👇👇👇👇👇👇👇
مع اد / أيمن الجندي :
مصيرنا الأخروى يعتمد على الفارق بين مجموع الحسنات والسيئات التي ارتكبناها خلال رحلة عمرنا! هذه هي قناعتى التي استقيتها من القرآن الكريم الذي صرّح عشرات المرات أننا ننجو- أو نهلك- بأعمالنا! و(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)، وأنه (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). وبرغم أن رحمة الله هي الأصل في دخول الصالحين الجنة، فإن القرآن حرص على تأكيد أنهم دخلوها بأعمالهم (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)! وكذلك أصحاب السعير فإنهم أيضا استحقوها بأعمالهم (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).
■ ■ ■
بعد أن تثبت هذه الحقيقة القرآنية في أذهاننا- وهى أننا ننجو أو نهلك بأعمالنا- فلنعلم جميعا أن لدينا عدادان، أحدهما للحسنات والآخر للسيئات.
لو كانت لديك (ساعة ذكية) فستفهمنى على الفور!. إنك حين ترتديها حول معصمك، فإنها تظل- طول الوقت- تحسب عدد خطواتك دون أن تنتبه لذلك! حتى أبسط الخطوات تحسبها بما فيها ذهابك للمطبخ والحمام! وهكذا تُفاجأ في نهاية اليوم أنك قطعت مسافة كبيرة لم تكن تتخيلها أبدا.
الشىء نفسه يحدث لنا من خلال عدادى الحسنات والسيئات!، ولذلك فإن نصيحتى لك- من تجربتى الشخصية- هي التوقف الفورى عن الذنوب غير الضرورية، لأن عداد سيئاتك لا يكفُّ عن الحساب.
نحن نرتكب نوعين من الذنوب: نوع يصعب علينا التوقف عنه إلا بتوبة حقيقية وتغيير شامل في حياتنا. وهناك نوع آخر من الذنوب التافهة الحمقاء التي يسهل الإقلاع عنها، ذنوب تُحسب عليك وهى أصلا غير مهمة لك ولا تحتاج لمجهود كبير كى تتوقف عنها! مثلا: التفحش في القول! الردود السمجة! النميمة التافهة! السخرية من الآخرين.
■ ■ ■
نصيحتى لك ولنفسي/ إذا كان آن أوان التوبة النصوح الكاملة (وما أصعبها على النفس!) لم يحن بعد، فعلى الأقل توقف فورا عن الذنوب التافهة التي لا يكلفك التوقف عنها جهدا كبيرا!. عداد سيئاتك يعمل طيلة الوقت، وصحيفتك (مش ناقصة) تضيف إليها سيئات لمجرد الاستهتار!.