لو استفتيت :
سأسافر مع خيالي بعيدا وأفترض أن مسؤولا استفتاني : مارأيك في هؤلاء المتنافسين والمتنافسات يوميا على إحراز التريند باستعراض ثرائهم الفاحش بين الملايين من الجوعى والمحرومين ومن أنهكتهم لقمة العيش وثمن الدواء ومتطلبات المدارس والدروس الخصوصية من أبناء هذا الوطن ؟
سأجيب فقهيا ومن واقع تخصصي :
رأيي أن هؤلاء جميعا قوم بلهاء سفهاء ، ومعلوم أنه يشرع الحجر على السفيه استدلالا بقوله تعالى " ولاتؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما "
وفوق ذلك فهؤلاء هم المدمرون الحقيقيون للقيم والأخلاق والسلم المجتمعي في هذا الوطن ، وهم القتلة الحقيقيون لطموح الشباب وسعيهم نحو التعلم والترقي .
ولماذا يجهد أبناء هذا الجيل من الشباب أنفسهم في التعلم والبحث ؟ وهم يرون أساتذتهم من العلماء الذين يدرسون لهم بالجامعة يركبون معهم الميكروباص ويسكنون في شقق مستأجرة في القرى والنجوع ، وأولادهم في المدارس الحكومية، وزوجاتهم يقطعن الأسواق طولا وعرضا بحثا عما يشبع ويستر بأقل نقد ممكن ؟
وكأني بالشافعي يعيش زماننا فيعبر عن هذا الواقع الأليم بقوله :
تموت الأسد في الغابات جوعا
ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل ينام على حرير
وذو علم مفارشه التراب .