إثارة دواعي الفرقة والشقاق بين عموم المسلمين في هذه الآونة جريمة ترقى في نظري إلى درجة الخيانة العظمى ، والحرابة للدين والوطن .
بات من الواجب الديني قبل الوطني أن نتوحد جميعا ضد العدو الحقيقي لنا جميعا ، أعني إسرائيل التي تمضي في سبيل تحقيق حلمها الأكبر من النيل إلى الفرات بتوحش منقطع النظير ، ذلك الحلم الذي كان مختطا قديما في بروتوكولات حكماء صهيون ولايعلمه إلا الخاصة ، والآن يصرح به حاخاماتهم بكل صلف وغرور ، ودون ذرة من خجل .
لاأدري لماذا هذا الإصرار على تزكية روح الصراع بين الصوفية والسلفية والشيعة والسنة ، تلكً التصنيفات التي مزقتنا دينيا ، وأدمت قلوبنا تاريخيا ، وجعلتنا غثاء كغثاء السيل واقعيا .
هل من المنطقي أن يفعل ٧ مليون يهودي في أكثر من مليار مسلم كل هذه الأحداث الجسام ؟ تدمير ، تهجير ، إبادة جماعية ، تشريد ، تجويع ، وفي الوقت نفسه يسيطرون سيطرة تامه على صناعة التكنولوجيا الحديثة ومواقع الإنترنت والذكاء الاصطناعي ، ونحن لانزال نحارب لهوا خفيا موجود فقط في خيالنا ، ونفدم الفقه للناس على طريقة فقهاء البادية والصحراوات ؟
ثم لماذا هذا الإصرار على محاسبة بعضنا بهذه القسوة ؟ وقد نهينا نهيا تاما عن محاسبة أحد فيما بينه وبين ربه حتى أهل الشرك الصريح ، بنص القرآن الكريم "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد "
أتمنى أن يخرس كل لسان يتحدث بهذه اللغة : هذا صاحب بدعة ، وهذا صاحب عقيدة فاسدة وهذا من المعطلة ، وهذا من المشبهة ، وهذا أشعري وهذا جهمي … الخ
ولماذا لانتكاتف جميعا في مواجهة هؤلاء الذين يصرون على أن يرحلوا بنا إلى فترات مظلمة من التاريخ شرذمت هذه الأمة ، وكلنا يطلق عليها عصور تقليد وتراجع حضاري وجمود ؟
عاملوا الناس بظواهرهم وبمقتضى إنسانيتهم ، وذروا كل إنسان يلقى ربه بقناعته وربنا الرحمن الرحيم .
أعتقد لو أن أمة كأمتنا وبهذا العدد الكثيف متوحدة فيما بينها ، وبيد كل واحد من أبنائها عودان من القش يشهرونهما في وجه هذه العصابات الصهيونية لدكوهم دكا ، ولو صرخوا فقط في وجوههم لصموا آذانهم ولولوا هاربين .
ولكن صدق المعصوم صلى الله عليه وسلم " إنكم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل … "