تعليقا على منشوري السابق بخصوص تفسيري لقوله صلى الله عليه وسلم " اتقوا الله في النساء فإنما هن عندكم عوان " حيث رجحت أن كلمة " عوان " في الحديث تعني المعينة وليس الأسيرة أو المملوكة كما في غالب التفسيرات .
يقول الأستاذ المعلق :
" لا شك أن معنى عوان بالأسيرة هو أنسب للوصية بالمرأة، والمرأة حقا كذلك، فهي أسيرة في بيت زوجها، تلد له أولاده وتربيهم وتطعمهم وتسقيهم، وتطبخ له طعامه وتغسل له ثيابه، وتسره إذا نظر إليها، وتبر قسمه لو أقسم عليها، وتحفظه إن غاب عنها، وتطيعه في المعروف، ومهما وصلت المرأة إلى مراتب العلم والمناصب فهي امرأة، يكسرها الجفاء، ويقسم قلبها كلمة تكرهها او سلوكا لا تحبه، لأن فطرتها نسجت هكذا، أن تكون بدرع، لا أن تكون هي الدرع، لذلك ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم، فاستوصوا بالنساء خيرا"
———————-————
هكذا قال سيادته ، وقد نشرت كلامه كاملا لما يتسم به من تأدب في التعبير وإن خالفني تماما في رأيي ، أما من أساء الأدب في تعقيباته فكان نصيبه هو الحظر ولاشيء عندي غير ذلك .
ومع ذلك أقول لصاحب هذا التعليق : ببساطة شديدة : كلامك ياسيدي ينبع من نظرة ذكورية بامتياز ، والله تعالى أرحم من أن يخلق مخلوقا مكرما عنده وهو المرأة ،فقط لتكون على النحو الذي وصفت .
وأقول لك : هل تقبل على ابنتك المتعلمة التي كلفتك كثيرا حتى زفت إلى زوجها ، أن يكون كل همها في الحياة هو أن تكون كما وصفت تلد وتطعم وتربي وتطبخ وتنطف ؟ لاأظن ...
وأقول لسيادتك نحن لاننزل من قدر ودور المرأة في بيتها ، ولكنا لسنا أسيرات لاشخص ولالرأي ينزل من قدرنا وإن تزيا بزي الفقه أو الدين .
فنحن مصابيح البيوت وسر سعادتها وبهجتها ، نبذل ماهو فوق الواجب والحق وعن طواعية وحب ، في سبيل راحة كل أفراد الأسرة ، بما طبعت عليه فطرتنا من تضحية تصل إلى حد التفاني وإنكار الذات تماما .
ولكن أكرر عن طواعية وحب لاعن قهر وقسر وإرغام ، نابع من فكرة الأسيرة والمملوكة وخلافهما ..
وياسيدي لايوجد في الإسلام حق لايقابله واجب ، فإذا كانت الزوجة مطالبة بكل ذلك تجاه زوجها ؟ فما هي مهمة الزوج إذن وماهي واجباته ؟ وهل خلقه الله تعالى فقط ليستمتع بحياته على حساب هذه المسكينة ؟
أعلم أن سيادتك ستقول : هو مطالب بالأعباء الخارجية وجلب المال لحرمه المصون لتحتبس هي في البيت لما ذكرت …
وأقول لسيادتك : الحرم المصون هذه أصبحت هي المنفقة على ثلث الأسرة المصرية حسب أحدث الإحصائيات ، وكثير من الشباب الآن يرفض الزواج من امرأة لاتعمل ، فماذا يعني ذلك ؟ الرحمة بالإناث يرحمكم الله .
وأين أنت من قول الله تعالى " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف "
ثم كيف تستشهد حضرتك بقوله صلى الله عليه وسلم " ماأكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم " وأنت بكلامك هذا لم تجعل لتكريمهن سبيلا …
وأقول : نعم لرعاية الزوج والأبناء والقيام بحق البيت على أن يقدر دورنا ، هذا الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم ثوابه يعدل أجر المجاهد في سبيل الله ، تعظيما لحقه وحق من تقوم به .
وأكرر نحن سيدات البيوت وعظيماتها لاأسيراتها ومملوكاتها ولن نكون .
#ادزينب_أبوالفضل