لايزال أنصار هذا الفكر يعكسون أفكارهم السوداوية في تفسيرهم لبعض المرويات التي تختص بالمرأة ، كالترويج للفكرة المظلمة التي أشيعت قديما وحديثا ، أعني فكرة مملوكية الزوجة لزوجها بعقد النكاح ، لقوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوصي بالنساء " اتقوا الله في النساء فإنما هن عندكم عوان " حيث فسرت كلمة "عوان" لدى أصحاب هذه النظرة بالمملوكة والأسيرة .
أقول : نعم !! هذا المعنى هو أحد معطيات كلمة " عوان " في اللغة ، ولكن معلوم أن اللغة العربية لغة ثرية ، وأن اللفظة الواحدة فيها تتسع للعديد من المعاني ، والمعنى الأقرب لكلمة " عوان " في اللغة : أن تكون بمعنى المعينة ، يعني تعين الرجل على أعباء الحياة وهي كذلك بالفعل .
بل إن من معاني كلمة " عوان " في اللغة كذلك : الشيء الأصيل النفيس ، فمثلا يقال للنخلة الباسقة ذات الجذور الممتدة في الأرض : نخلة عوان!!
وأتعجب في ظل هذه القفزة الحضارية التي قفزتها المرأة ، حيث تعلمت إلى أبعد مدى ، واحتلت مواقع متميزة في الوظائف العليا على مستوى العالم ، وأثبتت جدارتها ونجاحها المنقطع النظير في كل المجالات ….أستغرب أن تظل توصف هذه المرأة نفسها بكونها مملوكة الرجل أو أسيرته اتكاء على هذا المعنى البعيد لمعنى كلمة " عوان " في الحديث الشريف !
ولي أن أسأل هؤلاء : لماذا ياأهل الفصاحة اعتمدتم هذا المعنى تحديدا في تفسيركم للحديث ، على حين هجرتم المعاني الأخري الأقرب إلى المعطى اللغوي الحقيقي للفظة السابق بيانها ؟
ثم أين دور السياق في التفسير ؟ يعني هل يعقل أن يقول النبي صلى الله عليه وسام هذا الحديث في معرض الوصية بالنساء ، وفي حجة الوداع ، ثم يوجه الرجال إلى إنزالهن منزلة الأسرى والمماليك ؟
حقيقة إن نكبة الإسلام بكم لكبيرة !!!
مابين الخير والشر خير كتير لية جاي
لاتكبت مشاعرك
اقبل الواقع وتامل قوتك ااجبارة وعير حالك