أعجبني أن يلتفت بعض الفقهاء للبعد الجماعي في العبادات الكبرى على نحو أعمق من معلوماتنا الدارجة بهذا الخصوص ، على نحو مانجد عند القفال المرزي شيخ فقهاء خراسان المتوفى عام ٤١٧ هجرية، إذ يقول رحمه الله في فتاواه : ترك الصلاة يضر بجميع المسلمين ، لأن المصلي يقول :اللهم اغفر لي والمؤمنين والمؤمنات ، ولابد أن يقول في التشهد " السلام عليك أيها النبي " ويقول كذلك " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " فيكون بتركه الصلاة مقصرا في حق الله بعدم امتثاله لأمر إقامتها ، ومقصرا كذلك في حق النبي وجماعة المؤمنين بترك التسليم عليهم والدعاء لهم ، ولذا عظمت المعصية بتركها . قال السبكي : إن في الصلاة حقا للعباد مع حق الله تعالى ، ومن تركها أخل بحق جميع المؤمنين من مضى ومن يجيء إلى يوم القيامة ، لوجوب قوله في صلاته "السلام علينا وعلى عباد الله الصاحين "
معنى عميق وكبير يزيد من استشعارنا المسئولية تجاه أدائنا لفريضة الصلاة. وهل يقدر أحد على تحمل تبعة التقصير في حق الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم ثم جماعة المؤمنين من مضى ومن بجيء إلى يوم القيامة ؟ الأمر إذن أكبر من تصورنا ، لذا كان هذا الدعاء الجامع لهذا المعنى في قلب القرآن الكريم "رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفرلي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب "