———————
جمعني قبل عدة أيام مجلس علمي مع طالبين دكتوراه من تلامذتي ، ولكنهما أساتذة في حوارهما وثقافتهما وعلمهما وحسن أدبهما .
لكم سعدت وطربت وأنا أرى ثمار غرسي يانعا بهيجا يسر الناظرين .
فالتلاميذ النجباء في وعي أستاذهم : هم امتداده الحقيقي ، ودونهم تموت مدرسته العلمية وتتناثر رفاتها في الهواء ، وكأنها ماكانت ولم تغن بالأمس .
و أكثر مايطرب الأستاذ حين يرى هؤلاء التلامذة قد أصبحوا أساتذة ، ولكنهم على غرسه فيهم عاكفين ، يحمونه من عوادي الزمن ، ويتعهدونه بسقيا العذب الفرات من مناهله الأصيلة ، ثم إنهم ينفون عنه كل مايحول بينه وبين زرقة السماء الصافية وشمسها الحانية ، فإذا بالفكرة تتحول على أيديهم إلى أفكار ، والغرسة الصغيرة إلى باسقات ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .
فالأستاذ نهر يتجدد بالنهل الدائم من التراث المعرفي الإنساني ، ثم بالانفتاح المتجدد على الحياة من خلال أعين وعقول التلامذة.
وإذا كان الأستاذ يمثل قيمة في حياة النابهين من طلابه ، فهم من يمنحونه روح العصر والتفكير المتطور ، وينفون عنه الهرم ومعضلات الكبر .
شكرا لتلميذي النجيبين الأستاذ هيثم البقار من أهل ليبيا الشقيقة ودرة شبابها وخيرتهم علما وخلقا ، والأستاذ محمد أبو أحمد المدرس المساعد بجامعة الأزهر وخيرة شباب مصر العظيمة .
شكرا على الحوار العلمي الماتع الذي دار بيني وبينكما ، هذا الحوار الذي جعلني أمسك بقلمي أدون أفكاركما النابهة ، المتوقدة بحماس الشباب وتطلعاته الفسيحة .
تحية إجلال وتقدير لكما من كل أعماقي ، واللهم بارك في كل تلامذتي ، وارزقهم الإخلاص والتوفيق والقبول ، واجعلهم سحائب خير وبركة أينما حلت أمطرت عذبا فراتا يارب العالمين .