وددت لو أصف تعبي كله دون قصٍ ودون عبارة خيالية تضفي مزاحًا على فاجعة القصة.
لو أُجيد حياكة تفاصيل معاناتي مع الخيبة نفسها،
عل في وصفها حيلة إن أدركتها عرفت سبب التصاقها بي فتبرأت احدانا من الأخرى، أو ارتضينا صحبتنا.
أول مره كتبت نصًا كنت في التاسعة من عمري _ وليس ذلك أول عهدي مع الكتابة وانما أقصد نصًا حقيقيًا تعرف منه شيئًا أردت قوله_ كتبت عزيزتي ياره أنت جميلة جدًا لكنك متعبة.
الآن أكتب عزيزتي ياره: أما آن أوان زوال تعبك أم أنكِ لم تعرفي الفكرة من الركض في نفس البقعة ، فقط لأن خياراتك المحدودة ليس ضمنها هجر موطنك والفرار دون النظر وراءك؟
الوراء يؤلم، وما أمام عينيك مجهول تمامًا لكن المعلوم علم اليقين أن العودة لما فات لن يرجع شيئًا، إنما سيعيد للألم زهوته وسيرته الأولى.
فأين الفرار وجلدك نفسه يتبرأ منك ومن كل تهمة وذنب ألصقتيه فيه، تعاملينه معاملة الملاك ترفضين ذلاته وتهذبيه بكرهه أحيانًا كلما اقترف اثمًا، كلما ارتكب خطأ أو صور لكِ صورةً غير التي أردتيها.
عزيزتي ياره؛ أنتِ جميلة جدًا لكنك لستِ متعبة، لكنك لاتغفرين لياره مايغفره ربها ورب ذنبك.
إن شئتِ سمه سعيًا منك نحو الكمال، لكنك أبدًا لن تدركيه، متى أيقنتِ ذلك سامحتِ ياره وأصبحت جميلة مطلقًا.
لن يكافئك أحدًا على محاولاتك المريرة لتنميق الإطار وصورتكِ مهترئة، ولن يضمد فيك شيئًا دون يدكِ، لكن إن كنتي لاتستطعين التضميد الآن لاتنبشي جرحًا جديدًا.
عزيزتي ياره؛ الألم رفيق الرحلة وقبوله يجعل منه أنيسًا يوم يغادر نحتفي به.
أكرمي ضيفك يومًا ما سيغادر وسنحتفي، يومًا ما ستغفرين لك وستمشين خفيفة من كل ماأثقلك في الرحلة.