بداية كل يوم أختلق لنفسي حياة تبدو أو تشبه التي أرجوها
وأكتب نهايته أن الغد سيكن أفضل ،سينتهي دوامي سريعًا سأرى شيئا، سأسمع كلمة سيحتضنني أحدًا ، ايًا يكن يغير من حالة عقلي الغريبة ويعطي لمعارك رأسي هدنة تمكنني من النوم ثلاث ساعات متواصلة -آه من يوقف في رأسي الطواحين -
يأت الغد أستيقظ باكرةً أصلي ركعتي الضحى، أشرب قهوتي وأحضر طعام الغداء وأفشل في استذكار دروسي ولو لعشرة دقائق. أتوسل لله ألا تحترق طبختي بينما أبكي المساء وأتوسل الصباح ألا يمضي.
أقترب من المارة أبتسم في وجه من استطعت وأغض النظر عما يريب أخاف من تسلل المخيفات لقلبي، قلبي هش
خائف بإستمرار مضطرب حنون محب زاهد راجي وتائه ..
وأقول لعاداتي اليومية ساعدينني لأن أنجو
لا أريد السكون
بقائي في البيت كثيرًا يعني صخب أكثر وعراك غير منتهي، فشلي في التجاوز هزيمة وهروبي كل الهزائم
أنا هاربة بإستمرار ، لم يستطيع أحدًا أن يروض قلقي لئلا أفعل، ركضت بقدر ماصُفعت يبدو كمًا ضئيلًا إلا أنه ليس كذلك أبدًا
الآن على رصيف جانبي يبعد عن سكني مسافة خمسمائة متر تقريبًا أجلس دون استقرار فكرة في رأسي غير أنه علي الهرب وسريعًا..
لكن إلى أين وكل أرض أعرفها لاتعرفني
فكرة أن الاشياء لاتراك كما تود أو كما تراها تثير في نفسك رعبًا ،الأمر يشبه أن تعبر الناس خلالهم ولايروك
تلوح أنا هنا
انا أشعر أنا أرى أنا حي أنا أريد ولايتحرك في المشهد كله غيرك كأنك آتيهم فردًا من زمنًا غير الذي هم حاضروه أو كأنك لم تأت في غير رأسك..