استيقظت اليوم باكرةً على نوبة قلق كانت ربما تفضي بنبضات قلبي إلى توقف أو موت؟ أيا يكن لا أهاب ذلك
إن الموت بالنسبة لي هو المرحلة الفاصلة بين حياتي المبهمة وبين الحقيقة والمعنى، المرحلة التي أنتظرها بدافع اليقين، أنها آتية لامحالة ، ومابعدها هو الإجابة الوافية عن كل تساؤل لم أجد من نفسي عليه ردًا .. لكن مايخيف هو كيفية الموت ، الحال التي سأكون عليها ، فكرة ضيق الصدر حتى الاختناق وكل نفس يصارع الأخر في الخروج وقد لايعود شئ مريع
فكرة أن أموت بأنفاس ناقصة وحيدة ووداعات لم تُرسل لأهلها وشبع غير مستوفي شروطه من قرب أحبتي كل ذلك قد يميتني ألف مرة قبل موتتي الحقة.
كنت نائمة تمامًا ليس نومًا عميقًا فقد صاحبني أرقًا لأيام عديدة لاأستطيع النوم فيها ساعتين متواصلتين..نمت الثالثة قبل الفجر واستيقظت الخامسة بفعل غصة تقف بحلقي وتضيق صدري حد الإختناق. أخذتُ نفسًا عميقًا مرات متتالية ولم يجدي، شربت شربة ماء ولم يجدي، تليت ماتذكرت من أيات الله ومسحت بيدي على صدري ورأسي ودعوت ثم بكيت.. للحظة أسلمت انه الموت يدق بابي وواصلت البكاء لدرجة النحيب لستُ خائفة لست خائفة لكنه اختباري الأكبر ولااظنني على استعداد، هل اتصل بأمي؟ هل أوقظ نبيلة أم أستسلم لألمى وأنتظر وإن كان موعد رد أمانته سبحانه فليكن ولا اعتراض..سبب المقاومة الوحيد أنني لاأحب المغادرة هكذا بهذا الاختصار أريد من يشركني لحظة احتضاري ويبشرني أود أن أكون بين يدي أمي أو حبيبي أو حازم أو جميعهم أي شئ يشعرني أن وجودي كان حقيقة أن للنهاية معنى كما كان لحياتي أو هكذا أظن
مت ألف موتة وحيدة أريد لموتتي الكبرى أن تكون مؤنِسة، أن أشعر بحرارة الحب حين الوداع كما لم أشعر به طوال حياتي.