أجلس الآن في سريري بإحدى غرف سكن الطالبات الجديد وأتسائل كيف أقص عليك قصة العام ككل أعوامي الماضية..
بدَّلت سكني مؤخرًا لم أنتمي في السابق، ولا أنتمي الآن.
لست أدرى كم دارًا علي أن أسكن لأطمئن وكم بلدة أزور لأستوطن.
لايهم، تعرفني لا أئلف مكان إلا إن آمنته ولا آمنه الا ان اطمئننت ولا أطمئن الا حين تسكت أصوات رأسي وتنتظم نبضات قلبي، ربما في الأمر صعوبة، ربما يستحق شعور الأمان كل هذا الإضطراب الذي يسبقه..
تعرف؛ كتبت لك سبعة عشر رسالة وحُذفوا من تلقاء نفسهم لم أقم بحذف أيا منهم
كانت عبارات متقطعة، سربًا من التنهيدات وبعض أسرار منذ العام ألفين وتسعة عشر
حفظتهم في ذاكرة هاتفي، رغبة أن أهديك اياهم ان اجتمعنا لتعرفني
لم نجتمع ولم تبقى الرسائل
فكرت أن أكتب مرة أخرى، لكنني حزينة على مراتي السابقات، وأخاف أن أعيد نبش جراحٍ قديمة لا أقوى تضميدها الآن..
لن أكتب، عندما تأتي سأبكي رسائلي الضائعة أمامك، سأبكي تجمد الكلمات على لساني وهروب الأحرف وتبعثر العبارات، سأبكي كل الأشياء التي تمردت عليَّ وتركتني تائهة.
عندما تأتي اقرأني، سأدع لك مجالًا، لم أعد قادره على كتابة الرسائل وصوغ الحكايات
امرآة متعبة، كل مافيها حي إلا أن في روحها خطب أليم، يثقل أغصانها ويوتر الخفة فيها.