هل فكرت يومًا أن النضج الذي تراه في وجوه الناس لم يأتِ بسهولة؟
كل شخص ناضج تقابله، وراءه قصة مليئة بالهزائم الصغيرة والخيبات الكبيرة.
ذلك الرجل الذي يبدو حكيمًا في علاقاته الإنسانية، لم يولد بهذه البصيرة. هو إنسان جرّب وخسر، أحب وخُذل، كسر قلبه مرة وأخرى، حتى صار يعرف كيف يختار وكيف يتعامل، وكيف يحمي نفسه من الانكسار.
وتلك المرأة التي تراها ناجحة في عملها، لم تصل إلى هذه المكانة بخطوات واثقة من البداية. سقطت أكثر مما وقفت، أغلقت أبواب كثيرة في وجهها، وأُحبطت مرات لا تُعد. لكنها تعلّمت أن الفشل ليس نهاية الطريق بل بداية لتجربة أوضح.
حتى أولئك الذين يبدون في سلام داخلي لافت، مرّوا بعواصف نفسية قاسية. صدمات هزّت أعماقهم، وجروح لم يلتئم أثرها بسهولة. لكن وسط العتمة وجدوا طريقًا للشفاء، وبنوا من الألم درعًا يحميهم ويُشعرهم بالطمأنينة.
النضج ليس علامة على حياة سهلة، بل دليل على رحلة قاسية تحوّل فيها الألم إلى وعي، والجروح إلى خبرة.
لذلك، حين ترى شخصًا ناضجًا، لا تحسده على ما وصل إليه، بل امنحه احترامك.
فخلف ملامحه الهادئة قصص من الألم والتجارب لم تسمع عنها، وجروح هي التي رسمت النضج الذي تبهر به اليوم.