في أوقات كثيرة، نعتقد أن الانهيار هو النهاية…
لكن الحقيقة أنه أحيانًا يكون بداية مختلفة، بداية تُعرّفنا على أنفسنا من جديد.
الانهيار يكسر الصورة التي كنا نرى بها ذواتنا، ويجبرنا أن نواجه الواقع بصدق أكبر، من دون تجميل ولا أقنعة.
عندما يسقط الجدار، ينكشف ما وراءه… تعب، خوف، خيبة، وربما وجع كنا نخفيه حتى نستطيع الاستمرار.
لكن وسط كل ذلك، يظهر جزء صغير بداخلنا ما زال يريد أن يحاول، ما زال يؤمن أن الحياة لم تنتهِ، وأن ما انكسر يمكن ترميمه، حتى لو تغيّر شكله.
ليس علينا أن نُعيد كل شيء كما كان، يكفي أن نُعيد أنفسنا.
أن نُرممها على مهل، طوبة فوق طوبة، من صبرٍ ووعيٍ وهدوء.
نُرمم أجسادنا التي أنهكها التعب، ونوايانا التي تشوّهت من الصدمات، ونفوسنا التي نسيت معنى الراحة.
الانهيار ليس ضعفًا، ولا نهاية طريق، بل دعوة للبدء من جديد — من مكانٍ أنضج، أهدأ، وأصدق.
في كل مرة نسقط فيها، نتعلم كيف نقوم أهدأ، وكيف نختار ما يستحق أن يكمل معنا الطريق.
فلنحاول، مهما كان الألم، أن نُرمم ما تبقّى فينا…
ليس لنعود كما كنا، بل لنخلق نسخة منّا تستحق البقاء.
فكل نهاية، لو تأملناها جيدًا، تحمل في طيّاتها بذرة بداية جديدة.






































