لم يسؤني تنبؤات العرافة حينما لمحتْ في يدي خطًّا مائلًا فأخبرتني أنه انحدارٌ نََحو مُستحيلي، ولمْ تُخبرني أيناه المستحيل، لكنني أحببتُ ذاك المُستحيل… فيكِ!
حينما أخبَرْتُكِ أجزَمتِ - وفي جزمكِ يكمن أمرٌ خَفِي - أنها محضَ تُرّهات؛ لكن بعد ردحٌ من البُعدِ بيننا ولقاء يتيم ذكَّرتِيني بجملتها مؤازرة لي أنه قَدَرنا المكتوب، حينها كنتُ قد آمنتُ بجزمكِ وصدَّقتُ قولكِ وكذَّبتُ نَبَأها، وقلتُ لكِ مُشيرًا لقلبكِ: هَا هُنا قَدري.
كلما واتتني الذكرى بنسمة ربيعكِ تبسمتُ، وانْكَلَّ قلبي الخَلوج بذكراكِ، ورَأَم الحنين من أشجاني إليك، فأطوف في مِحراب العاشقين مُناجيًا، وفي محرابكِ ملبيًا.
قالت لي: يا مسكين، انجُ بنفسك، لن يتبقَّى منكَ شيئًا إلا ويتسرَّبُ منكَ حتى تُصَيَّرُ "هِيَ"، دون امتزاجٌ، وكلُّكَ "فيها" دون انفصَال. لكني تماديت في غرقي.
الآن صار لَيْلِي لا يَسكنه سوى قمرُكِ، يطوف حولي بهالة من نوركِ المخملي، يقتل دهماء ليلتي، أشعركِ، أتلمسكِ، أرتشفكِ، أرتويكِ، أستبين سبيل طوافكِ حولي فأطوف معكِ في مَداركِ وأنتشي، تتبدد وحدتي، يتسلل همسكِ العذب إليَّ مُبدِّدًا ظَمَأ الحنين الذي قَد مَهَى حِدته واشتدّت لَأْوَاؤه، فتصير ليلتي نَهارًا قد سطعتِ فيه واستدْفَأ به نَبضي.
وفي الأخير لم يرهقني جملة العرَّافة التي ألقتها إليَّ من بعيد وأنا أتجاهل نبوءاتها: ستكونَ نصفينِ!. لكن أي النِّصفين سأكون فهنيئًا لي... ولا أُبالي.






































