أحيانًا أشعر بأن الهواء في محيطنا خانق، ليس بسبب الزحام أو الضوضاء، بل بسبب الأقنعة التي يرتديها الناس يوميًا. ابتسامات مزيفة، كلمات لطيفة بلا صدق، وتصرفات تتظاهر بالموافقة بينما تحمل الحقيقة شيئًا آخر.
النفاق ليس مجرد تصرف بسيط، بل سم قاتل للعلاقات الإنسانية. يجعلنا نشك في من حولنا، ويضعف الثقة التي هي أساس أي تواصل حقيقي. في مجتمع يقدّر المجاملة على الصراحة، يصبح الصدق غريبًا، بل أحيانًا يُنظر إليه على أنه تهور.
لكن الصراحة، مهما كانت صعبة أو مؤلمة، هي هواء نقي للروح. عندما نختار الصدق مع الآخرين ومع أنفسنا، نحرر أنفسنا من الاختناق النفسي ونزرع أسس علاقات أصيلة وقوية.
ربما لا نحتاج إلى أكثر من خطوة صغيرة: رفض التظاهر الزائف والاعتراف بما نشعر به حقًا. خطوة كهذه قد تغيّر محيطنا وتعيد لنا تنفس الصدق الذي نفتقده كثيرًا.