في عالم يركض فيه الجميع وراء الإنجازات والمستقبل المجهول، كثيرًا ما ننسى أن أكبر هدوء يمكن أن نصل إليه يبدأ من داخلنا. الحل في التقبل… تقبل نفسك، حياتك، وماضيك كما هو، دون مقاومة أو إنكار.
إن رفض الماضي يشبه محاولة الإمساك بالماء في راحة اليد؛ كلما حاولت السيطرة عليه، كلما شعرت بالفراغ والاكتئاب. أما رفض الحاضر، فقد يجعلك أسير الملل واللامبالاة، وكأنك تعيش حياة ليست حياتك، متجاهلًا اللحظة التي هي حقًا ملكك. وأخيرًا، رفض المستقبل يولّد قلقًا دائمًا وخوفًا من المجهول، ليصبح التفكير فيه عبئًا ثقيلاً على قلبك وعقلك.
التقبل ليس استسلامًا، بل هو اختيار واعٍ لعيش الحياة بسلام مع نفسك ومع الآخرين. عندما تتقبل أمرك، تجد طمأنينة لا تمنحها أي رفاهيات أو نجاحات مادية. يصبح الماضي درسًا، والحاضر هدية، والمستقبل رحلة نحو الأفضل، دون خوف أو ضغط نفسي.
فلنبدأ اليوم بالتوقف عن الصراع مع ما لا يمكن تغييره، ولنحاول أن نعيش اللحظة بكل تفاصيلها. التقبل هو مفتاح القلب الهادئ، وهو الطريق الأقصر نحو سلام داخلي دائم، حيث يصبح الإنسان أخيرًا صديقًا لنفسه، بدل أن يكون خصمها الدائم.






































