الثقة واحدة من أثمن القيم الإنسانية التي لا تُشترى ولا تُباع، بل تُبنى عبر مواقف وتجارب حقيقية. منحك ثقتك لشخص ما يعني أنك وضعت بين يديه جزءًا من قلبك وعقلك واطمأننت أن يحافظ عليه. لكن التجارب أثبتت أن الثقة لا تُمنح للجميع، وأن التسرع في إعطائها قد يعرّضنا لخيبات مؤلمة.
منح الثقة للآخرين يحتاج إلى بصيرة ووعي. فليس كل من يطرق بابك يستحق أن يدخل كل غرف منزلك، يكفي أن تمنحه "غرفة الضيوف" حتى يثبت لك الزمن إن كان يستحق أن يتجول بحرية في بيتك أم لا.
التجارب الحياتية خير برهان؛ فهي وحدها القادرة على أن تكشف لنا معادن الناس الحقيقية. لذلك لا تضع ثقتك كاملة في البداية، واترك مساحة صغيرة للشك حتى لا تُصدم إن خذلتك المواقف.
الثقة ليست ضعفًا ولا سذاجة، بل اختيار واعٍ لمن يستحق أن يكون جزءًا من دوائرك القريبة. فاختر جيدًا، وامنحها فقط للجديرين بها، لتبني علاقات متينة قائمة على الصدق والاحترام المتبادل.