في عالم يضجّ بالأصوات، تظل المرأة القوية هي التي تعرف متى تتكلم، ومتى تلوذ بصمتها. ليست القوة في الصوت المرتفع ولا في استعراض الصلابة، بل في القدرة على التماسك، في الانتصار اليومي على التعب، في أن تُرمم نفسها كل مرة دون أن تنتظر مساعدة أو تصفيق.
المرأة القوية لا تُقاس بما تتحمله فقط، بل بكيفية تعاملها مع الألم.
قد تبكي، تنهار، تصمت… لكنها لا تستسلم.
تقرأ كتابًا، تستمع إلى أغنية، ترتشف قهوتها ببطء… وتنهض.
هذه الطقوس البسيطة ليست هروبًا من الواقع، بل أدواتها الدقيقة لمواجهته.
ليست بحاجة إلى أن تبرر نفسها أو تقنع أحدًا بقيمتها. فهي تعرف جيدًا من تكون، وتؤمن أن قوتها ليست في تحدي الآخرين، بل في تجاوزها لنفسها يومًا بعد يوم.
تُعلّمنا المرأة من حيث لا تقصد كيف نحب رغم الخذلان، كيف نبتسم في أقسى اللحظات، وكيف لا نخجل من دموعنا.
تُعلّمنا أن الحياة، مهما أثقلت، يمكن اختزالها في لحظة وعي… أو فنجان قهوة.
المرأة القوية لا تحتاج إلى احتفال موسمي، بل إلى اعتراف يومي بأنها قلب المجتمع وروحه الصلبة.