الحنية واحدة من أصدق المشاعر الإنسانية وأكثرها نقاءً، شعور بسيط في ظاهره، عميق في أثره، نحتاجه جميعًا لنستمر في هذه الحياة القاسية.
هي ذلك الإحساس الدافئ الذي يجمع بين القلب والعقل، ويجعل وجود شخص واحد كافيًا ليخفف عنك ثقل الأيام مهما اشتدت.
عندما تحيط بك شخصيات تتعامل معك بحنية، تشعر أن قسوة العالم تهدأ، وأن التعب يصبح أخف، لأن وجودهم وحده يهوّن ما لا تُهوّنه الكلمات.
الإنسان الحنون قلبه نقي، متواضع، يحترم مشاعر الآخرين، ولا يعرف طريق القسوة. هو شخص لا يؤذي، ولا يتعمّد الجرح، حتى في لحظات الخلاف.
في أوقات النزاع، تَظهر معادن البشر، والإنسان الحنون يُقاتل من أجل ألا يخسر من أمامه، يختلف دون أن يجرح، ويُعاتب دون أن يُهين، لأنه بطبيعته لا يستطيع أن يكون قاسيًا، ولا يعرف كيف يُؤلم من يحب أو حتى من يختلف معه.
الشخص الحنون مصدر طمأنينة، وجوده أمان، وكلماته راحة.
هو أكثر الناس قدرة على العطاء، يضحي بسعادته ليصنع ابتسامة غيره، يقدّر من حوله، ويجعل فرحتهم أولوية.
حتى من أساء إليه، يتمنى له الخير، لأن قلبه لا يعرف الحقد ولا الكراهية.
يعيش هذا الإنسان بنقاء فطري، يفترض الخير في الآخرين، ويُحسن الظن، ويعذر قبل أن يُدين.
كلامه مملوء باللطف، وأفعاله شاهدة على ما في قلبه. وجوده سلام، وقربه طمأنينة، كأنه رسالة رحمة في عالم امتلأ بالقسوة والجفاف.
الإنسان الحنون يحافظ على قلبه رغم كل ما يراه، لا يسمح للخذلان أن يُفسده، ولا للألم أن يُحوّله إلى نسخة قاسية من العالم.
يسعى دائمًا لخير من حوله، لأن عشرة الإنسان الحنون حياة، وأمان، واستقرار.
الاختلاف مع شخص حنون لا يُخيف، بل يطمئن، لأنه لا يُعقّد الأمور، ولا يُراوغ، ولا يلتف.
التعامل معه بسيط، واضح، صادق… خالٍ من الأقنعة.
وعلى النقيض، تظل القسوة شعورًا طاردًا، تُغلق القلب والعقل معًا، وتجعل صاحبها عبئًا على نفسه وعلى من حوله.
الشخص القاسي صعب المرافقة، ووجوده مصدر قلق واضطراب دائم.
لذلك، تبقى الحنية نعمة عظيمة، ووجود أشخاص لِينين، سهلين، رحماء في حياتنا هو أحد أجمل عطايا الله.
اللهم أدم في حياتنا القلوب الحنونة، وابعِد عنا القسوة بكل أشكالها.







































