تتدحرج الكلمات على جدران القلب،
كحجارة تعرف طريق الوجع،
تصطدم بالظلال
وتنفجر في عروق الصمت.
الليل لا ينام،
يصرخ طويلًا،
وحين يتعب،
يُسلِّم صوته للفجر.
الفجر يفتح كفَّه، ويطلق أجنحة صغيرة
تُحلّق فوق أطلال الأمس،
حاملة رائحة الغياب ولمسة الحنين.
أقف على أطراف الحلم،
لا داخله ولا خارجه،
أتنفّس صرخة لم يُخلق لها صوت بعد،
صرخة تتعلم الصبر في صدري.
كل دمعة تحمل موسيقى مختبئة،
وكل جرح يزرع زهرة تنتظر الغناء.
الريح تعانق الشوارع الخاوية،
تحوّل الصمت إلى لحن،
لحن لا يعرف النهاية،
ولا يخاف التكرار.
الأمل—ذلك الكائن العنيد—
ينبت على الأطلال،
يصرخ بين الرماد،
ثم يختبئ خلف الشظايا،
ليعلّمنا كيف نحب بلا خوف،
وكيف نحيا بلا اعتذار.
أحتضن الليل بين يديّ،
أمزج صرخة القلب بضحكة السماء،
وأترك للأفكار أن تهرب،
للإحساس أن يرقص،
وللكلمات أن تتعرّى وتصبح صرخات شعرية.
هنا، في قلب الانزياح،
يولد الشعر:
لا في المشهد، ولا في الوصف،
بل في حركة الروح،
وهي تعبر—مرتبكة وجميلة—
بين الظلام والنور،
الألم والأمل،
الصمت والصراخ،
لتبقى رحلة الذات تبحث عن صوتها،
وعن معنى وجودها العميق.







































