إحدى صديقاتي فاجئتني بهواية غريبة بعض الشيء
هناك من يهوى تربية الحمام أو الأرانب أو السلاحف
لكن الفئران ؟؟!!
ذكرتني بحادث مؤسف حدث قبل بضع سنوات في منزلنا العامر
كنا كأي أسرة شبه سعيدة ... نمارس كل ما تمارسه الأسر الشبه سعيدة ..!!
أمي الحبيبة - حفظها الله - بدأت طقوس النوم بعد يوم طويل مرهق ..، تمددت على الأريكة وبدأت تتمتم بتلك التمتمات المبهمة التي نعرف يقينا أنها تسبق الغطيط العميق ببضع دقائق
وأبي الحبيب - حفظه الله - يشاهد برنامجاً هاماً عن ذلك اللاعب الأحمق الذي فضل التوقيع للزمالك رغم أن الأهلي عرض على ناديه مبلغاً خيالياً لم تحلم به جارية حسناء في عصر الرقيق...!!
وأخي - الله يسامحه - نائم منذ الثامنة صباحاً !!...إنها إجازه آخر العام نهارها ليل وليلها نهار
وأنا - المسكينة البائسة - على الكمبيوتر والإنترنت كالعادة
حسناً
بدأ الأمر عندما اتجه أبي يوقظ أخي ليخبره بأمر المؤامرة المعقودة بين الإسماعيلي والزمالك على الأهلي وكيف أن الأهلي سينتصر عليهم حتماً باذن الله ...،،
فمر على المطبخ ووجد ضيفنا غير المرغوب فيه في خزانة الحبوب
كان رد فعله سريعاً ينم عن أن سنوات التدريب في الجيش لم تضيع سدى
أغلق الباب وأطلق صيحة الإستنفار
" فااااااااااااااااااااار"....!!!
فوراً إستجبنا لصيحته بطرق مختلفة
أفاق أخي من غيبوبته أشعث الشعر والثياب مشوش الذهن ليسأل ماذا هناك ...!!
بينما تسابقت وأمي في سباق قصير المدى أينا أطول ساقاً وأسرع في إطلاقها للرياح ...طبعاً إنتصرت في السباق بجدارة..!!
في لحظات كنت في غرفتي أغلقها بإحكام وأقيم أسفل بابها المتاريس تحسباً لعبوره من أسفل الباب أثناء هروبه ..
وكان آخر ما رأيته هو أمي تركض إلى غرفتها مولوله - مثلي تماماً - وسمعت باب غرفتها يغلق
طبعاً الفرار من المعركة من شيم النساء ...ومن قال اني وأمي رجال ؟؟!!
إنها أحد فوائد الرجال المعدودة ..!! أن نلقيهم في المهالك ليتيحوا لنا فرصة الفرار !!!
طلقات مسدس أبي تطمئنني أن المعركة تسير على ما يرام ... وطرقات عصا أخي تبعث في نفسي الإرتياح وأحمد الله على اني لست برجل !!
لحظات ثم إقتحم أخي غرفتي ضاحكاً مستبشراً ... ليخبرني أن العدو وقع في حصار محكم بعد أن دخل غرفته فقاموا بفتح باب الشرفة وإغلاق باب الغرفة ليخرج بأمان(!!)
كعادته المستفزة يتعمد مثل هذه الأفعال ليثير أعصابي ويدفع الدم الى الإحتقان بشرايين مخي ...!! لماذا لم تقتلوه .؟؟
سيخرج من الشرفه ليقفز من الشباك مرة أخرى أيها الغبي !!
ضحك - في بلاهه - ولعب حاجبيه ثم ختمها بقوله " إن كان عجبك !!..،، مش عاجبك تعالي انتي موتيه !!"
سأصاب بنزف مخي حتما
علي كل حال خرجت من غرفتي أخيراً وتركت الباب مفتوح
كان هذا خطئا فااادحاً ... ومن خاف من عفريت
يدخله :)