هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لا تطمئن صاحب المخاوف
  • جامعة تل أبيب الإسلامية
  • لن أكتب اسمك يا إتش
  • مسحراتي و الكل سامع 
  • لا تطلب مني أن أكتب
  • الوشاح المعصوب
  • دور الضحية
  • في سابع أرضٍ
  • أسيرُ القضبان
  • عُبْرَاتٌ
  • فــــوبـيـــــــــــا - بقلم أيمن موسى
  • بين الجدران والوجوه
  • مصاص الدماء
  • انقطع الوصل بيننا 
  • خيرٌ في الناس تفجَّر،، كبسولة
  • أواهُ يا أنا !! من أنا؟!
  • من هو عروس القيامة ؟
  • أحب القمر 
  • الحويني و حلمي بالوطن
  • النبوءة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة زينب حمدي
  5. إكتمال روح ...

طال صمته هذه المرة ..


نظرة الشرود في عينيه تشي بتشتت وضياع بلا حدود ..


لكم بدت هذه النظرة متناقضه مع الزي الذي يرتديه .. ،،


قسماته الوسيمة القوية وبشرته السمراء تعطي إحساساً عميقاً بالثقة بالرغم من كل شيء


تسارعت أناملها على لوحة المفاتيح تطبع له عبر برنامج المحادثة :


وبعدين ؟ هتفضل ساكت كتير ؟؟


أجاب بصوته الرصين الأجش قليلاً : بفكر في كلامك !


عادت لتطبع :


بتفكر في ايه ؟ بقولك عاوزه اشوفك عشان اعرف راسي من رجليا ! انا مش فاهمه اي حاجه ومش عارفه عاوزنا نستمر بناء على ايه ؟ مش من حقي أعرف ؟؟


داعب بانامله شفاهه وذقنه نصف الحليقة التي يبدو أسفل منها شعيرات عنيدة أصرت على التشبث .. ثم أجاب :


من حقك طبعاً .. بس اديكي شايفة الظروف .. وقتي مش ملكي !


كاد بروده يصيبها بالفالج من الغيظ وراحت تكتب كلمات حادة ثم ما لبثت أن محتها وهي تأخذ شهيقاً عميقاً في محاولة للسيطرة على أعصابها ..،
لا يجب أن تنتصر عليها العصبية في لحظة غضب فتخسر كل شيء ..
تأملت صورته المحموله إلى جهازها عبر (الويب كاميرا ) .. ،


هاديء واثق .. يقبع ذلك النسر مستكيناً فوق كتفيه كأنما يهاب هدوئه وما يعنيه ..،فيرتضى أن يصير له (رتبة) بعدما كان سيد السماء

بأنامل مرتعشه جراء الغضب المكبوت كتبت :
بقالك سنة وقتك مش ملكك؟؟

أشرقت إبتسامته البيضاء وهو يرفع إحدى حاجبيه ساخراً ويقول :
3 سنيين ..!! البركة في الثورة بتاعتكو !

نقلت الإلكترونيات جملتها باردة برغم صراخها في عقلها :


انا ليا من ساعة ما عرفتك ..، انا مالي باللي قبلي !


عدل من وضع العوينات الطبية واقترب قليلاً من الشاشة ليقرأ بشكل أوضح ثم ابتسم ..ولم يرد

عادت لتكتب :


انا عاوزه اعرف دلوقتي .. انت حياتك مفهاش غيري أنا ؟؟

باقتضاب قال :


ليكي نسبة كبيرة ..!


أجابت ساخرة : نسبة ؟؟ طب والأرباح كام !....، قصدي وباقي النسب؟؟


قال ببساطة بصوته العميق ونظرة الشرود تزداد بعداً : لماضي مش عايز افتكره ..!


ثم نزع عويناته الطبية ونظر إلى الكاميرا مباشرة كأنما يؤكد أن الحديث موجه لها و قال بصوته الببري وبنبرة حزينة : تقدري تخطفيني من الماضي ده ؟؟


صدمتها الإجابة .. يقولها ببساطة شديدة كأنه يتحدث مع صديق فقط لا أكثر ..، يريد أن يضع بين يديها قلب مجروح من أخرى ما زال يعيش أسيراُ لذكراها على أن تبذل كل جهد لها في الترفيه عنه كي ينساها والنتيجة بعد كل هذا ليست مضمونة على الإطلاق ..


إلى هذا الحد استهانت بكرامتها فهانت عليه .؟؟ ماذا يظن نفسه ؟ وماذا يجبرها على الإستمرار في هذا الوضع المهين ؟


بأنامل ترتجف راحت تطبع : بص من الاخر ..، انا مش اجبرتك على اي شيء قولتلك لو عاوزنا اصدقاء معنديش مشكلة لكن مش تبقى صديق وتيجي تطالبني بحقوق الحبيب ! والمفروض اني انا مليش اي حق عندك .. في حين مطلوب مني كل شيء


اختفت ابتسامته وبدا لأول مرة منذ عرفته مخيفاً مهيباً : شوفي من أول المحادثة كام مرة قولتي كلمة (أنا) ؟؟ هيا دي المشكلة .. الأولى كانت علاقتي بيها مش حب لا ..كانت إحتواء ..كانت ليا كل شيء ..، في حين انتي دايما تفكري في اللي ليكي وبس .. الحب هو انك تفكري ازاي تدي مش ايه اللي خدتيه


ارتبكت بشدة .. أصاب بطلقات كلماته الهدف بدقة بالغة ..


(الحب ليس تعويض نقص ..وإنما اكتمال روح ) ,,, أين سمعت هذه العبارة ؟؟


سمعت رنيين هاتفه المحمول .. ورأته يلتقطه وينظر فيه نظرة بلا معنى وبعدها يلتفت إليها ليقول في سرعة : مضطر أخرج حالا .. اشوفك كمان ساعه


ثم أغلق المحادثة .. وتركها غارقة في تفكير عميق


هل هي أنانية إلى هذا الحد ؟؟ أليس من حقها أن تقف على أرض ثابتة تثق فيها قبل تسليم مشاعرها ؟


هنا برز لها ذلك الخيال الذي يأتي دائماً ليرهقها .. شبح الضمير :


معه حق !
أي حق ؟ وأين حقي أنا ؟؟


أوتنكرين أنكِ أيضاً تفرين إليه من تجربة فاشلة وحب يائس ؟ لماذا تنكرين عليه المثل ؟ على الأقل هو صريح وشجاع بعكسك !
طباعه لا توافق طباعي .. لا يملك القدر الأدنى من الرومانسية ..


ما زلت تحكمين على الناس بناء على شخصك وبيئتك ..، الرومانسية نسبية ككل شيء .. لا تقارني ضابط حياته وسط المجرمين بشاعر يرتجف صبابة لمرور الحبيبة ..، طريقة التعبير عن الحب تختلف من شخص لآخر
تلميحاته إباحية قليلاً .. تخجلني !


هناك فرق بين الشاب والفتاة .. وفرق بين الشاب صغير السن ومن اقترب من الأربعينات ولم يتزوج .. من الطبيعي أن يحتل الجنس جزء كبير من تفكيره
لا أريد فقدان أشيائي الجميلة .. لا أريد أن أتوه في عالمه عن نفسي ..


أي أشياء جميلة ؟ المشكله انك إعتدت الوحدة والإنطوائية ورحتي ترسمين لنفسك صورة ملائكية فقط لانك وحيده ..، برغم أن الأمر يؤلمك لكنك في نفس الوقت تستميتي ليستمر وتخشين التغيير .. ، سنة الحياة هي الإرتباط بالآخر الذي قد يختلف عنا في كل شيء .. إن الانطوائية علمتك الأنانية اعتدت أن تعتزي بذاتك وتهربي بها ولم تفكري في مساعدة وإحتواء غيرك !..، تكمن روعة الأنثى في إحتواء رجلها لا في انتظار عطائه
التجربة غير مأمونة ..
صراحته معك تعني صدقه .. فكري في صفاته الإيجابية .. صادق .. حنون .. لا يعد بشيء لا يستطيع الوفاء به .. مخلص ويمكن الوثوق به



صمتت ...
عادت بذاكرتها إلى الوراء ..
إلى وقت كان يخشى فيه مصارحتها بحقيقة عمله لأنه يعرف خوفها غير المبرر من الزي العسكري .. كان يخشى فقدانها !

تذكرت كيف وقف بجوارها وتفهم وحدتها وأزماتها النفسية ..، كيف سقاها الإهتمام الذي لم تجده من كائن حي ولا حتى منها ..، كيف أحيا برجولته بصيص خافت من أنوثة كادت لتصبح عندها محض ذكريات قد خلت ..

جعلها تتنفس ..!

قادها المنطق إلى التفكير في حالته ..، لو لم يكن مخلصاً لما استمر جرح من ماض غابر يستذله كلما بدأ في تجربة جديدة فيعيده إلى سراب الذكرى كسيرا خالي الوفاض

لو لم يكن صادقاً .. لما صارحها بالأمر ولأسمعها منه ما يسكرها ثم تفيق خالية الوفاض كأي متعة وقتية عابثة ..

لو لم يكن رجلاً .. لما تريث قبل القرار المسئول ..،

ولو لم تكن حبيبته بالفعل .. لما تحمل من أجلها كل شيء حتى هي !!

إن الأمر بحاجة لبعض التخلي عن حب الذات .. لأن تفتح معطفها وتحتويه وتربت على جراحه ..، كلاهما يتعكز على الآخر في نسيان ماض مؤلم واللحاق بآخر عربة في قطار السعادة


عاد بعد قليل .. منهك مشعث ..

بحثت عن أبجدية تلملم فيها كل مشاعرها المبعثرة فلم تجد إلا 6 حروف دامعه .. : أحتاجك

عادت إبتسامته لتشرق .. وثبت في الكاميرا عينيه ثم قال :

تتجوزيني ؟؟


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

762 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع