ظاهرة غريبة تغيم بسحائبها على بيوت كثيرة في ربوع مصر، النساء يعشن من أجل الأولاد والرجال تكمل لأن غلاء المعيشة لا يمكّنه من الزواج بأخرى، وبين تلك وذلك تتأرجح العلاقة الزوجية صعودا وهبوطا بين قصة حب تدق أخر مسمار في نعشها، وبين زيجة لا تعرف للمودة والرحمة سبيل، الكل في عراك دائم، وبين معترك لا يعترف فيه أي منهما المخطئ وأي منهما المصيب، وأي منهما الجاني وأي منهما المجني عليه، تتوه ملامح الأسرة حتى تصبح هشة ضعيفة كبيت العنكبوت لا يبقى طويلا حتى تحل أنسجته وتتمزق خيوطه، الطلاق الصامت بين الأزواج له أسباب كثيرة، وأهمها وصول الطرفين لطريق مسدود لإيجاد حل يرضي كليهما، والمجني عليه في هذا النزال هم الأولاد، يتيهون بين أبوين استحالت بينهم المعيشة، فبدلا من تسريح بإحسان أو بقاء بمعروف، يعاند ويكابر الزوجين لإثبات من الجاني، يا صاحبي العند والمكابرة كلاكما أخطأتم عندما تمسك كل طرف بحقه دون أن يعرف واجبه نحو الأخر، الكل يسعى ليعرف ما له من حقوق، ولا أحد يريد أن ينجى ليعرف ما عليه من واجبات، ولو سألنا كلا الطرفين ستشفق عليهما لأنهما ينحتان في الصخر لإيجاد السعادة ولا يصلا إليها، لأن كل منهما يبحث عنها باتجاه معاكس للأخر، لم يتنازلا ويتفقا عند نقطة تكون همزة الوصل بينهما، هذا الموضوع الشائك لا نفند له مقالا واحدا أو حتى مقالات، بل يحتاج لكتب كثيرة تتناول كل سبب وكل حالة أدت للوصول لهذا الخرس الزوجي والجفاء العاطفي الذي يجعل الزوجين مطلقين دون البوح بكلمة طلاق صريحة.





































