قمت انا وساسو مساعده نبيل للوقوف على قدميه وقبلها همس ساسو في اذني بأنه سيأخذه بشقته حيث لايوجد سواه بها وذهبنا واسرعت انا الي عم سعيد حلاقي الخاص متمنيا ان أجده بالمحل لان الساعه تجاوزت التاسعه والنصف وهو يغلق محله في هذا التوقيت وبالفعل وجدت محل عم سعيد غالق محله نصف إغلاق وهو بداخله ينظف عدته ورجوته ان يأتي معي إلى منزل ساسو وللعلم ان منزلي ومنزل ساسو ومحل عم سعيد علي مسافات قريبه من بعضها لاتزيد عن حوالي ٢٠٠ متر
وبالفعل وصلت إلى المنزل وعندما رأي عم سعيد حال زميلنا نبيل حتى بكى لانه كان من النوع قريب الدموع ثم طلب منا ان يتم غسل رأس وذقن نبيل لانه لايستطيع الحلاقه له وهو بهذه الحاله وفعلا أخذنا نبيل الي حمام الشقه وغسلنا راسه وذقته جيدا وكان الماء الذي ينزل منهما لونه اسود رائحته كريهه... المهم قام عم سعيد بحلاقه شعر وذقن نبيل استغرق ذلك حوالي ساعه ونصف وكان فيها نبيل يهمهم بكلمات غير مفهومه وغير واضحه وخلالها أيضا اتصلت بوالدي استأذنه في البيات مع ساسو فوافق وبعد الحلاقه اجزلت العطاء لعم سعيد بعد ممانعه منه في أن يأخذ شيئا ولكني اصررت بشده على ذلك فأخذه وهو يبكي...!!!!
ملحوظه:
عم سعيد هذا كتبت عنه بوست بأسمه فهو رجل يبكي في كل الأحوال عندما يفرح يبكي وعندما يحزن يبكي وكان من الشخصيات الفريده التي مرت في حياتي رحمه الله عليه والله واحشني ياحبيبي.....
بعد الحلاقه أخذه ساسو الي الحمام وقام بتحميمه واعطاه غيار نظيف وجلباب من جلاليب والده رحمه الله وكنت انا قد ذهبت واشتريت عشاء لنا نحن الثلاثه ونحن نأكل استخلصت من كلام نبيل الاتي أذكرها في نقاط....
# مرات ابويا هي السبب
# مرات ابويا كانت سحرا لابويا
# مرات ابويا كانت مشغله اختي خدامه ليها ولاولادها
# مرات ابويا كانت بتقعد على الكنبه تحط احمر في شفايفها ومانيكير في صوابعها وتنتف حواجبها واختي الصغيره بتمسح لها الشقه.
# كنت كل مااشتكي لابويا يقولي انت ولد كذاب
# معقوله بنت صغيره عمرها ١٠ سنوات تمسح وتغسل وتشيل عيالها
# مرات ابويا كانت بتشتري كل يوم ٢ كيلو لبن ومانقدرش انا واختي نشرب منه
# مرات ابويا ماكانتش بتحطلنا اكل فيه لحمه او فراخ وبتاكله هي واولادها
# في يوم كانت اختي جعانه وانا ماعييش فلوس انزل اشتري ليها ساندويتش ولما قلت لمرات ابويا ضربتها
# بعد ماابويا مات لقيته كاتب لها كل مايملك باسمها حتى الشقه اللي سترانا
# انا حاولت اصرف على نفسي علشان اكمل تعليم بس ماقدرتش واشتغلت صبي قهوجي وتعبت وشيال في محطه السكه الحديد ولكن باقي الشيالين ضربوني وطردوني لاني بشاركهم في رزقهم وحاولت اشتغل زبال في عزبه الزبالين ولكنهم مارضيوش وخلوني ارعي الخنازير بتاعتهم ولكني هربت من والوساخه الروايح بتاعتهم.
# انا نمت كتير في الشارع ولكن السكان كانوا بيطاردوني ويطردوني.
# انا ابن دكتور مهندس يعملوا فيا كده ومرات ابويا هي السبب
# ثم ختم كلامه بقوله ابويا ده كافر علشان ماراعاش ربنا في حق ولاده.......ليه ماحدش منكم بيرد عليا ولا انتم موافقين على الكلام ده....
أخذنا انا وساسو نهدئ فيه حتى أخذه التعب ونام وكانت الساعه قد تجاوزت الثالثه صباحا
في صباح اليوم التالي جلست انا وساسو نتناقش فيما يمكننا فعله في هذا الموقف لان هذا اليوم سأعود فيه الي وحدتي بالاسماعيليه ولا أستطيع التأخير عنه واجابني ساسو بأنه متواجد بالقاهره لمده شهر وان اطمئن ولعل الله سيحدث بعد ذلك أمرا وفي الواحده ظهرا غادرت شقه ساسو وكان نبيل مازال نائما وذهبت الي شقه والدي.
قفشه مبهجه:
عندما دخلت شقه والدي استقبلتني والدتي بقولها صباحيه مباركه ياعريس مش كنت تقولنا انك هاتتجوز علشان نحضر فرحك ولا انت مستعر مننا... فرددت جواز ايه ياأمي والنبي تسيبيني في حالي.. فردت مش احسن تجيبها هنا تعيش معانا بدل المصاريف اللي انت بتصرفها عليها... فضحكت بشده وقلت لها حاضر الاجازه الجايه ان شاء الله هااجيبها ودخلت غرفتي
ملحوظه بداخل القفشه:
ظلت والدتي منذ يوم تخرجي من الكليه الحربيه وهي تظن انني متزوج من وراها وكنت اظن في البدايه انها تداعبني ولكني اكتشفت انه يقين بداخلها لأنها كانت تعرض على بنات كثيرين لاتزوجهم ولكني كنت أرفض دائما..... الله يرحمك ياأمي ياريتك تعرضي عليا دلوقتي وانا هاوافقك على طول.... هاهاهاهاهاي ????
المهم سافرت الي وحدتي وبعد اسبوع اتصلت من الاسماعيليه بساسو والذي أبلغني بأن نبيل قد هرب منه وانه بحث عنه في كل مكان يمكن أن يقصده ولم يجده.....
ولخمتني الايام ولهتني وبعد مرور حوالي شهر نزلت اجازه وكان ساسو غادر القاهره الي مقر عمله بدوله كينيا فذهبت الي المكان الذي قابلت فيه نبيل عند المعهد الثقافي الفرنسي فلم أجده فطرأت لي فكره الذهاب إلى عم خليل وهو رجل على المعاش يعيش وحيدا في الشقه بالدور الأرضي العماره التي كان نبيل يسكن بها وكانت كل مهمته في الحياه هي تقصي اخبار الناس اللذين يعيشون حوله وهو شخصيه مقيته لاني اكره بشده من يدخل أنفه في أحوال الناس وحياتهم ولكني اضطررت لذلك وذهبت وما ان دققت جرس الباب حتى فتحه لي وشدني بداخل شقته وسألته عما اذا كان يعرف عن نبيل اي شيئ وكانت المفاجأه الكبرى بأن نبيل في السجن لقتله زوجه ابوه وأولادها الاربعه بأن اشتري سكين وسنه جيدا وكمن في بير السلم حتى حضر بائع اللبن وصعد لاعطائها اللبن فصعد نبيل السلم بسرعه وما ان فتحت الباب حتى عاجلها بطعنه في البطن فوقعت على الأرض فجثم فوقها وذبحها من رقبتها كما تذبح الشاه وانتابته حاله من الهياج الشديد عند رؤيته منظر الدم فطاح في أولادها بالسكين حتى قتلهم كلهم ثم وضع السكين على الأرض وجلس عند باب الشقه المفتوح يتمتم بكلام غير مفهوم ويكلم نفسه حتى حضر البوليس وقبض عليه ولم يقاوم احد أثناء القبض عليه واعترف اعترافات كامله وبالتفاصيل عما فعله وبطريقه واضحه بها القصد الجنائي وسبق الاصرار والترصد وعلمت بعد ذلك انه حوكم ولم تأخذ المحكمه بالظروف او نفسيته المريضه بهوس الاضطهاد وحكمت عليه بالإعدام ونفذ فيه في النصف الثاني من عام ١٩٧٢ وكان عمره لا يتجاوز ال٢٦ عاما......
اللهم اغفر له وارحمه برحمتك التي تطغى على قدرتك.....
(انتهت)