وتمر الايام ونصعد نحن الثلاثه ساسو ونبيل وانا الي الشهاده الثانويه ونتعداها انا ونبيل ويتخلف عنا ساسو لظروف قاهره(سأكتب عنها في البوست الخاص به قريبا) واذهب انا الي الكليه الحربيه ويذهب نبيل الي كليه الهندسه جامعه القاهره وتستمر لقاءاتنا كلما سمحت ظروف كل منا ولكني لاحظت ان نبيل يعاني مما يسمى التشويش في أفكاره وبصراحه مطلقه سألته عمايعانيه فرد بصراحه مطلقه أيضا وقال زوجه ابويا هي سبب فيما اعلانيه فهي سيده متسلطه وسليطه اللسان فقلت له ماتقول لابوك وهو يتصرف فرد بأسي ابويا ماشي ورا كلامها ومايردلهاش كلمه او طلب دي تقريبا عملاله سحر. (خلي بالكم من الكلمه وتأثيرها في رأس من يعقدها) المهم وصل نبيل الي السنه الثالثه بكليه الهندسه متفوق على كل اقرانه مما كان ينبئ له بمستقبل باهر... وكانت زوجه ابيه قد أنجبت مرتين كل مره توأم وأصبح لوالد نبيل ٦ اولاد وبعد الإنجاب زادت هذه السيده طغيانها سواء على زوجها او على نبيل واخته الصغيره. في هذه السنه توفي والده وقبل مرور شهر على وفاه والده وأثناء عودته الي منزله وجد كل كتبه أوراقه ممزقه وملقاه في الشارع ووجد اخته بملابس البيت تنتظره على باب المنزل واخرته بأن زوجه ابيه قد مزقت كتبه وكتبها وملابسها والوقت بهم في الشارع وعندما صعد الي الشقه طردته هذه السيده الشراسه هو واخته واسمعتهما سباب لايمكن أن تتحمله اذن احد فما كان منه إلا أن ينزل من البيت ويتوجه الي قريه والده في أعماق الصعيد ويودع اخته عند أحد أقاربه ويعود الي القاهره ( كان والده ليس له اخوه او اخوات وكانت والده نبيل لها اخت وحيده كانت قد توفيت منذ فتره) كل تلك المعلومات عرفتها من ساسو لانه استضافه لفتره وحكي له ذلك..... وتلهينا الايام واتخرج من الكليه الحربيه ثم تحدت حرب ٦٧ ثم اذهب الى جبهه القتال في الاسماعيليه ويذهب ساسو الي دوله كينيا ليمارس تجارته هناك وتمر الايام وفي أحد ايام اجازتي الميدانيه من جبهه القتال عام ١٩٧١ و َبالمصادفه كان ساسو متواجدا بالقاهره فمررت عليه ونزل معي ومشينا ولا أعلم على وجه الدقه كيف قادتنا اقدامنا الي السير في شارع امين سامي وهو الشارع الرئيسي لحي المنيره وعند وصولنا الي المعهد الثقافي الفرنسي والذي يقع في بدايه هذا الشارع وجدت شخصا يجلس على رصيف المعهد وساندا ظهره على سور المعهد وشعر رأسه منكوش وواضح انه لم يحلقه منذ سنين كثيره وكذا ذقنه شعرها يصل إلى منتصف صدره ويرتدي بجامه كستور باليه وواضح انها لم تغسل منذ فتره كبيره وبدون حذاء فأخرجت ربع جنيه من جيبي وتوجهت ناحيته ومددت يدي اعطيها له فأذا به يمسك يدي من المعصم َيقول لي هو انت مش عارفني ياطلبه انا نبيل....!!!!!
الحقيقه ان ريقي جف من فرط المفاجأه وارتعش جسدي من هول منظره ورددت عليه يخرب بيت سنينك انت عامل في نفسك كده ليه ثم ناديت على ساسو والذي كان ينتظرني تحت الرصيف والذي حضر سريعا وذكرت له ماحدث وان هذا الشخص هو زميلنا نبيل في الثانوي وفي البدايه لم يصدق ولكن نبيل تعرف عليه ونادي عليه بأسمه كاملا ....!!!!
انتظروني بحزن وأسي شديدان