حدث بالفعل.
قصه حقيقيه عايشتها واشتركت فيها..
في عام ١٩٦٠ كنت بالسنه الأولى الثانويه بمدرسه الابراهيميه الثانويه بجاردن سيتي تلك المدرسه العريقه في الانشاء وفي التعليم وكعاده الحكام في تمجيد وتخليد الأسماء التركيه سموها على اسم ابراهيم باشا نجل محمد علي باشا والي مصر في احد حقب التاريخ للوطن
وكانت هذه المدرسه في هذا الزمن مثالا قويا يحتذى به في التعليم وفي الانضباط وكان يقود المدرسه (ناظر المدرسه) رجل اسطوري من أساطير التعليم في بر مصر بالكامل هو الاستاذ /عبد السميع بيومي المنضبط ذاتيا والذي فرض الانضباط على كل من في المدرسه من مدرسين وإداريين وتلاميذ بالرغم كان بها تلاميذ في السنه النهائيه ذوي شهره وشعبيه كبيره على مستوى مصر كلها واتذكر منهم لاعبي كره القدم الزملكاويه حماده أمام وعلى محسن (يمني الجنسيه) وفي السنه الأولى من أشبال الاهلي اللاعبين ابراهيم عبد الصمد وشريف ظاظا.. وكان هذا الناظر لايفرق في معامله هؤلاء ذوي الشهره عن باقي التلاميذ فيوقع عليهم الجزاءات مثلهم مثل أي شخص.. وكان هذا الرجل في منتهى الاناقه من ناحيه البدل التي يرتديها والوانها الوقوره والكرفتات التي تناسب كل بدله و الحذاء الذي يلمع بشده في كل وقت وكان اهم مالفت نظري في لبسه هو كسره البنطلون الذي يرتديه فهي مثل السيف وانعكست اناقه هذا الرجل على باقي المدرسين اللذين لم أراهم طوال مده وجودي بالمدرسه لايرتدون سوي البدله الكامله والكرافته ولقد كان هؤلاء الاساتذه ملوك التعليم في موادهم واتذكر منهم الاستاذ رياض عمران مدرس الرياضه والأستاذ محمد عبد المنعم طحيمر مدرس العلوم والأستاذ لبيب فؤاد ومولانا الشيخ محمد الطحلاوي مدرس اللغه العربيه والذي كان يرتدي دائما الجبه والكاَكولا والعمه على رأسه والمتمسك بهذا الزي دائما وابدا وكان اهم مايميز مولانا هذا هو الخرزانه الصغيره والتي لايتعدي طولها عن ٣٠ سم والتي يلهب بها ظهر ايادينا وعلى اصابعنا في حاله الخطأ في تشكيل الحروف او عدم حفظ القصائد المقرره علينا او نسيان اي بيت منها وضربني بها مره واحده طوال مده تدريسه لنا ليس للأسباب التي كتبتها ولكن بسبب ضحكي على بيت الشعر الذي يقول اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا فأعجبني واستطعمته وضحكت فأوقف الحصه وسأل من ضحك فرفعت يدي فقال ايه اللي ضحكك فقلت يامولانا تخيلت الربيع رجل معجباني يمشي وهو يضحك فقال لي طيب تعالالي ياخفيف هاخليك تمشي زيه بس وانت بتعيط وأخذت على صوابع يدي خمسه ضربات من هذه الخرزانه وكانت المره الأولى والاخيره في حياتي التي اضرب فيها على صوابعي.... كانت الأجواء كلها في هذه المدرسه مبهجه ومفرحه ولم يكن هناك دروس خصوصيه او سناتر تعليم بل كان الاساتذه الكرام يبذلون معنا كل طاقتهم في تعليمنا وكان الضعيف منا يستبقونه بعد انتهاء الحصص ويجلسون معه حتى يفهم الدرس.... وكانت طاقه الفصول لاتزيد عن ٣٠ تلميذ وكان الاساتذه الكرام يعرفون اسمائنا وعناويننا وكذا يعرفون آبائنا.....
اما عن فصلي كان به ٢٦ طالب فقط واجلس انا وزميلي الحميم الحسين عبد الرحيم محمود(ساسو) على تخته في منتصف الصف الاخير بالفصل... وكانت التخته التي بجواري تلميذ اسمه نبيل.... من حي المنيره الملاصق لحي السيده زينب انعقدت بيني وبينه صداقه وموده ومحبه من نوع خاص جدا وهو موضوع هذا الموقف.....
انتظروني بأسي شديد