كان تكليفي بهذه المهمه غريبا بالنسبه لي واقتناعي بها غير مقبول بداخلي وتداعي الي ذهني حكايه قناص الصاعقه..!!!
وقفه قصيره:
سبق وذكرت ان منطقه الكاب والتينه واللتان تقعان شمال مدينه القنطره شرق كانت من المناطق الملتهبة على مستوى الجبهه وكانت هذه المنطقه تحتلها سريه من بواسل الصاعقه والتي كانت تشكل قلقا شديدا للعدو في واجهتها من كثره العمليات الخاصه التي تقوم بتنفيذها على العدو وتكبيده خسائر جسيمه في أرواح جنوده وكان هناك مسجد مهجور في قطاع هذه السريه وله مئذنه بارتفاع حوالي ٢٠ متر منشأه بالطوب الأحمر فقام الجندي القناص لسريه الصاعقه باستغلال هذه المئذنه وكمن إعلاها وبدأ في قنص أفراد العدو عده شهور في سريه كامله مما سبب حاله من الرعب في صفوف العدو الي ان اكتشفوا مكانه قاموا بقصف هذه المئذنه بالمدفعيه الثقيله ولم يتسع الوقت لهذا القناص مغادره مكانه أعلى المئذنه فسقط من إعلاها وفوقه سقطت المئذنه والتي تحولت إلى ركام واستشهد هذا البطل استشهادا نبيلا..... ومن كان يسير على طريق الاسماعيليه/بور سعيد كان يرى بعينيه آثار هذا القصف على المسجد ويجواره ركام المئذنه والذي ظل حتى مابعد عام ١٩٧٧...!!!
انتهت الوقفه
كل ذلك تداعي الي ذاكرتي عند تكليفي بهذه المهمه وخاصه انها مشابهه وفي نفس الوقت ليس لها أي وسائل تأمين لتنفيذها...... المهم ذهبت إلى موقع فصيلتي وكان الوقت عصرا واخترت جنديان من جنود الفصيله هما الجندي /محمود سالم التهامي والجندي/ على محمد العبد اللذان كانا يتمتعان بلياقه بدنيه عاليه وفي نفس الوقت راميان محترفان على الرشاش الثقيل الذي سيصاحبنا لتنفيذ المهمه وكان على درجه من الشجاعه لانظير لها بين كافه الجنود وشرحت لهما هذه المهمه وذهبت بهما الي موقع الخزان وقمنا بالتفتيش في التشوينات الموجوده بأسفله والتي تركتها الشركه التي كانت تقوم بأنشاء هذا الخزان فلم نجد شيئا يفيدنا سوي ثلاثه لفات من الحبال المتينه وذات القطر المقبول وكذلك كانت الله الواحده بطول ٥٠ متر فأستولينا عليهم لاستخدامهما في رفع الرشاش الثقيل عيار 12,7مللي.....
ملحوظه:
الرشاش الثقيل عيار 12,7مللي هو رشاش تقليدي روسي الصنع وهو ثقيل الوزن والعيار فطلقته ذات تأثير شديد سواءا على الأفراد او المعدات وهو مكون من عده أجزاء ولكي أقرب لكم صورته فهو ذلك الرشاش الذي تشاهدونه الان مركب على عربات ٤×٤ ويستخدم في حرب الشوارع للدول المتحاربه او بين الدوله والمتمردين عليها وهذا الرشاش له خزنه طلقات تسع ٥٠ طلقه ويجب أن تعبأ بطريقه معينه لكل استخدام وايضا له عده انواع من الذخيره....
انتهت الملحوظه
المهم شرحت للجنديان تصوري لتنفيذ المهمه وصعدنا الي ماقبل قمه الخزان على الشده الخشبيه الموجوده على جسمه وقام الجندي / محمود سالم التهامي بالزحف على قمه الخزان وربط طرف حبلين في السور الحديدي الموجود على قمه الخزان ربطا جيدا لأننا سوف نستخدم أحدهما في رفع الرشاش للقمه والآخر لنا لاستخدامه سواء في الصعود على القمه او عند الهبوط للوصول حتى الشده الخشبيه وكل ذلك تم من الجهه الخلفيه للخزان وليس الاماميه والتي في مواجهه العدو ثم بعد ذلك نزلنا وذهبنا الي الموقع ونبهت عليهما بنظافه الرشاش وتزيت اجزاءه وان يكونا جاهزين للتحرك قبل الفجر للتحرك للخزان بحيث نكون قبل اول ضوء جاهزين لتنفيذ هذا الكمين لهذه الطائره الملعونه ثم ذهبت إلى قائد الكتيبه وأعلنته بانني جاهز لتنفيذ المهمه عند مرور طائره الاستطلاع عند دخولها قطاع الكتيبه الدفاعي..... ولم أبلغه بموضوع قناص الصاعقه لانه لم يكن قد تولي قياده الكتيبه بعد وفي نفس الوقت حتى لايتهمني كما حدث من قبل بالجبن او محاوله التملص من تنفيذ المهمه......
انتظروني الرعب المشوق
ملحوظه فنيه
هذه ثالث مره اكتب هذه المقاله وبعد الانتهاء منها تختفي اختفاء مريبا ولا أعلم سببا لذلك