مازلنا في عام ١٩٦٩ ولكن قبل البدء في ذكر موقفين مهمين بالنسبه لي يجب أن القى الضوء على شخصيه بطعم الشهد المعتق خدمنا سويا في هذه الفتره وخلال حرب أكتوبر ٧٣..
وقفه قصيره:
الملازم اول/احمد حسن المليجي ( عمه الممثل العظيم محمود المليجي) هو شخصيه في منتهى الحلاوه والجمال هو في منتهى البساطه والرضا الكامل عن حياته وعن عمله والذي احترفه احترافا يشهد له الجميع وكان قائد فصيله الاشاره بالكتيبه وهي الوظيفه الوحيده التي مارسها طوال خدمته بها حتى بعد ترقيته الي رتبه النقيب.... شاركني في النوم بملجأ واحد ومع صديق العمر الملازم اول / مصطفى رمضان وبحكم اقدميتنا احتللنا افضل مكان بداخل الملجأ ورميناه بسريره بجوار باب الملجأ الذي كان به ثقب يدخل منه سرسوب هواء بارد يجعل من ينام بجواره وكأنه بداخل ديب فريزر فلم يعارض ولم يفتح فمه بكلمه.... بل كان دائما يسد هذا الثقب بشيكاره خيش يحشرها به.... 😂
هو بارد الأعصاب والشجاعه المطلقه والحنان بذاته تجاه جنوده علاوه على انكاره لذاته لصالح غيره عاش معي في هذا الملجأ لمده ثلاثه سنوات متصله ونحن نخدم سويا بقياده الكتيبه كنت الاحظ انه عندما يكون التعيين المنصرف لنا قليلا كان يكتفى بلقمتين فقط ثم يشعل سيحارته فنبادله نحن كذلك ونترك التعيين لساعي الملجأ ونبادله هذا الإيثار... هكذا تكون مبادله الإيثار بأيثار بين المقاتلين في سبيل الوطن على جبهه القتال....!!!!!
كان له سمه غريبه هي انه في نهايه تعب اليوم يسقط منك أثناء الحديث معه في النوم العميق كالاطفال.. 😂
في احد الايام وعند عودته من اجازه ميدانيه عاد ومعه راديو ترانزيستور حجمه كبير نسبيا وبدأ يستعمله دائما وابدا على اذاعه ركن السودان... أكرر ركن السودان التي يعشق لهجتها عشقا غريبا وبالذات خطب جعفر نميري لشعبه ومعلق كره القدم السودانيه ونشره الاخبار ومن كل ذلك الف اسكتشات في منتهى الكوميديه يسلينا بها اثناء وجودنا معه بداخل الملجأ وكان ينام الراديو مفتوح بجوار اذنه فكنت عندما ينام اذهب الى سريره لاطفاء الراديو وقبل عودتي لسريري افاجأ بتشغيله مره اخرى... هاهاهاهاهاي 😂
ملحوظه بداخل الوقفه:
طلبت منه أن يدبر لي ميعادا لمقابله عمه الممثل العظيم والعملاق محمود المليجي ونفذ ذلك وقابلته انا وهو في منزله ولكم ان تتخيلوا ان الميعاد كان في التاسعه مساءا واستمر حتى الرابعه من صباح اليوم التالي لمده سبعه ساعات كامله وهو يحكي لنا عن أسرار التمثيل والفن الفنانين من جيله وانا احكي له مايحدث في جبهه القتال والشهداء من كتيبتي وكيف كان نبل استشهادهم وهو في غايه الاندهاش والابهار مما احكيه والذي علق عليه بقوله ياابني حكايه واحده مما حكيته تصلح فيلم عالمي يكسر الدنيا.!!!!!!! بس عايز مخرج بيفهم...(وهذه الجلسه لها حكايه اخرى)
انتهت الملحوظه
كانت الخدمه مع احمد المليجي هي السعاده بعينها وهي قلب الوفاء بذاته......
بعد خروجه للمعاش برتبه عقيد عمل المدير الليلي لفندق الواحه بأول طريق القاهره /الاسكندريه الصحراوي الي ان خرج الي المعاش عند بلوغه الستين عاما.....
ربنا يديك الصحه والعافيه ويبارك في عمرك وصحتك ياحبيبي........ ❤️
................... انتهت الوقفه
موقف عظيم عام ٦٩.....
يوجد على الطرف الغربي من بحيره التمساح بالاسماعيليه جزيره صغيره تسمى جزيره الفرسان وهذه الجزيره تلاصق موقع كتيبتي في المعديه رقم ٦ وايضا المياه حولها من الاربعه جهات وان كان الجهه الغربيه لها تحوطها مسافه اقل الثلاثه جهات الأخرى ويوجد على هذه الجهه مدخل الجزيره من خلال كوبري حديد طوله لايزيد عن ٥٠ متر وعرضه حوالي اربعه أمتار وهو المدخل الوحيد لهذه الجزيره وبداخل هذه الجزيره كميه ضخمه جدا من اندر الأشجار والنخيل ومنشأ على الواجهه الشرقيه لها فيلا صغيره نسبيا في منتهى الشياكه والاناقه انشأتها مالك هذه الجزيره وهو السيد/ على صبري والذي اشتراها من هيئه قناه السويس في بدايه ستينات القرن الماضي ليقضي بها إجازاته الخاصه...... الخاصه جدا..... وبعد عزل وسجن على صبري أصبحت من ضمن القصور الجمهوريه والتي كان الرئيس السادات يقضي فيها بعض من إجازاته وفيها أيضا تمت مقابلته لمناحم بيجين أثناء المحادثات بينهما...
كانت هذه الجزيره تحتلها كتيبه مشاه من احد الدول العربية مشاركه منها في جهود القوات المسلحه على جبهه القتال وفي أحد الايام قرر العدو الاستيلاء على هذه الجزيره وبدأ في القصف المركز عليها تمهيدا للهجوم فأذا بالكتيبه التي تحتلها وهي من احد الدول العربية تنسحب منها بدون أوامر تاركه سلاحها وعتادها كله فيها ومن حسن الحظ ان نقطه مراقبه الكتيبه لاحظت ذلك في بدايه انسحابهم فأيلغت قائدي الحبيب المقدم / سمير الحملاوي والذي اعطي أوامر سريعه لي بالذهاب الي منطقه الشئون الاداريه القريبه واحضار كل مايمكن احضاره من جنود خاليين من العمل أو الخدمه والذهاب بهم الي هذه الجزيره احتلال مواقع دفاعيه للدفاع عنها وكلف الملازم اول مصطفى رمضان بالذهاب الي السريه الأولى وتجميع اي عدد من الجنود الغير مكلفين بأعمال قتاليه وسحب ٢ مدفع مضاد للدبابات من السريه والذهاب بهم الي هذه الجزيره واتخاذ مواقع دفاعيه وكلف الملازم اول احمد المليجي بالذهاب الي منطقه سريه الهاون للكتيبه فصيله الاشاره وسحب اي جندي منها غير مكلف بمهام والذهاب به إلى الجزيره أيضا تقابلنا نحن الثلاثه بداخل الجزيره ونظمنا الدفاعات عنها وبمجرد ملامسه اول قارب من العدو لسطح مياه بحيره التمساح حتى تم تدميره بمن فيه بطلقه مضاده للدبابات أطلقها الجندي صبحي محمود المظ وكذلك فعل مع القارب الثاني والأمر الذي جعل العدو ينسحب ويصرف نظر عن هذه العمليه الفاشله.......وظللنا نحتل هذه الجزيره حتى المساء والذي فوجئنا جميعا بعوده أفراد كتيبه الدوله العربيه ومعهم قائدهم تريد الدخول إلى الجزيره مره اخرى بعدما هدأت الأوضاع فمنعها أفراد خدمه مدخل الجزيره الذي تم تعيينهم معرفتنا ومن جنودنا وطالت المشادات الكلاميه بينهما حتى وصل قائدي الحبيب سمير الحملاوي والذي رفض بشده وحسم دخولهم الجزيره مره اخرى واسمعهم كلاما شديدا يخدش الحياء العام فما كان منهم إلا أن ذهبوا الي قياده الجيش الثاني وتكلم قائد الجيش مع قائد كتيبتي والذي أصر على موقفه في عدم دخولهم مره اخرى الي الجزيره وان يستلموا سلاحهم وعتادهم من خلال محضر جرد موقع عليه منهم ليكون شاهدا على جبتهم وتقاعس هم عن أداء الواجب ووافق قائد الجيش على ذلك ونقلهم الي معسكر بمنطقه فايد وضم الجزيره الي القطاع الدفاعي للكتيبه......
(تجربه حيه مع جيش العروبه يابطل)
انتظروني بفخر وتباهي