بالرغم من تسيدنا للاشتباكات مع العدو اليوميه والتي جعلت كلمتنا هي الأولى فيها الا ان هناك أمور اخرى كانت تحدث اولها هي اغراقنا حتى انوفنا بمنشورات اداره المخابرات الحربيه عن العدو تحوي معلومات عن العدو مطلوب منها معرفتها جيدا وتلقين الجنود بها حتى انها ادرجت في اختبارات الضباط للترقي وجعل ماده العدو ماده اساسيه للترقي وفي نفس الوقت استمرار التدريب التكتيكي الرمايه الذخيره الحيه بصوره شبهه يوميه على تمارين رمايه تضمن ارتفاع مستوى الجنود على كافه الاسلحه وكان قائدي الحبيب المقدم سمير الحملاوي قد نقلني من وظيفه قائد فصيله مشاه الي قائد سريه الرشاشات للكتيبه (خلي بالكم من هذه الوظيفه لان لها زفرات خاصه) علاوه على وظيفه ضابط رمايه الكتيبه تلك الوظيفه المرهقه والمميته...
وظلت الأمور على هذا المنوال حتى وصلنا إلى عام ١٩٦٩ وفي صيف هذا العام كلفت الكتيبه بالقيام بعمليه خاصه على احد مواقع العدو في الضفه الشرقيه لقناه السويس وكانت عباره عن تدمير منشأت نقطه قويه للعدو كانت تحت الإنشاء ومنعه من استكمالها في منطقه شرق القرش وعين الملازم اول /محمد عبد الخالق قشقوش قائدا لهذه القوه التي ستقوم بذلك وعينت انا قائدا لجماعه الاحتياط لهذه المجموعه والتي سوف تتدخل في حاله حدوث اي طارئ......
وقفه مهمه وليست قصيره:
الملازم اول/ محمد عبد الخالق قشقوش ابن مدينه بسيون محافظه الغربيه حيث الاصاله والكرم والجدعنه... هو اخويا وصاحبي وحبيبي وزميلي في أحلك الأوقات خلال هذه الفتره وهو صديق على صفحتي وصديقي الشخصي منذ ٥٦ سنه وفي نفس الوقت هو زعيم رتبه الملازم اول بداخل الكتيبه.... واه والف اه وياللهول من هذه الرتبه في القوات المسلحه وتلاقت أرواح خمسه من هذه الرتبه بداخل الكتيبه أصبحنا اكثر بكثير من أصدقاء وشكلنا من بعضنا مجموعه تفرض الانضباط والانصياع للاوامر والتقاليد والاعراف المتبعه بداخل الكتيبه لأي ضابط يخرج عنها ويؤدب بطريقتنا التي وضعنا أساسيات لها وعينوني انا لاكون صاحب النكشه الأولى والاستفزاز للضحيه وبعد وصوله للحاله المطلوبه للتأديب ينقض الباقي للقيام بعمليه التأديب ولا تنتهي الا بالانصياع الكامل والرضوخ للضحيه لاوامرنا او طلب النقل من الكتيبه....
(ماتخفش ياقشقوش مش هاتكلم عن أسرارنا... هاهاهاهاهاي 😂)
(وصورته في آخر المقال)
وكان قادتنا الجلاء يحاولون النفاذ بداخل هذه المجموعه التي شكلناها ولكن هيهات وفشلوا جميعا في ذلك ولكنهم ارتضوا بذلك الوضع لانه يزيد من الانضباط بداخل الكتيبه وقربونا منهم....
وظلت صداقتنا الشريفه حتى كتابه هذا المقال ووصلت الي ان اهالينا كانوا يعرفون بهذه الصداقه ويدعموها ولعلي اذيع سرا أبوح به لأول مره ان والدي رحمه الله ارسل لي خطاب خلال حرب ٧٣ لم يذكر فيه كلمه واحده للاطمئنان على شخصي ولكن كله يدور حول الاطمئنان على هؤلاء الأصدقاء ويلح فيه لاطمئنه عليهم وعندما نزلت اول اجازه بعد انتهاء الحرب قلت له ازاي ياوالدي تبعت لي جواب ولاتذكرني فيه بكلمه واحده فرد ضاحكا انت هتفضل طول عمرك بغل ماهو لو وصلك الجواب هابقى اطمنت عليك إنما لو وماوصلش هايترد لي في البوسته.... فهمت يالوح... هاهاهاهاهاي
المهم عندما طلبت قوات المظلات ضباطا للانضمام لها تقدم قشقوش لهذا الطلب واجتاز جميع الاختبارات بنجاح مبهر وانضم لها وواصل خدمته بها حتى وصل إلى وظيفه قائد لواء مظلات وخلال هذه الرحله المهنيه سافر الي عده دول لتلقي دورات دراسيه في فنون المظلات سواء بالقفز بها او إلقاء المعدات الثقيله بالمظلات للقوات الارضيه ثم واصل نجاحه في مسيره مهنيه مشرفه جدا وبعدما خرج الي المعاش اتجهه الي ناحيه العلم العسكري فعين مدرسا ثم رئيس كرسي ثم إلى مستشار الاكاديميه ناصر العسكريه العليا الي الان وكاتبا في جريده الاهرام ومجله السياسه الدوليه....
ربنا يديك الصحه والعافيه ويبارك في عمرك وصحتك ياقشقوش يا حبيبي 💕
..................(انتهت الوقفه)
ونرجع الي العمليه الخاصه التي كلفت الكتيبه بها عام ١٩٦٩ والتي تمت بنجاح شديد مما جعلت العدو يصرف النظر عن أقامه هذه النقطه القويه في المكان المخطط لها.... ومن العجيب واللافت للنظر ان مكان هذه النقطه كان على الجانب الأيسر لنقطه عبوري اثناء حرب ٧٣
ملحوظه:
الصوره الثانيه هي لما كتبته الصحف عن هذه العمليه الخاصه.....
انتظروني بفخر