بدأت حرب ١٩٦٧ وانتهت على هزيمه منكره ومخجله للجيش المصري وانفرط عقده ومارس خلالها العدو ابشع انواع القسوه والدمويه والردع النفسي الشديد لضباطنا وجنودنا وتخلي تماما عن شرف القتال اي نعم فللقتال بين الجيوش شرف نعلمه ونتعلمه نحن العسكريين وكان من الذكاء انه أبطأ في تقدمه للضفه الشرقيه لقناه السويس حتى يعطي فرصه لانسحاب جيشنا من سيناء وتفريغها تماما من اي عنصر عسكري بداخلها واستمر ذلك لمده خمسه ايام وبعد ذلك كان القتل هو مصير كل من يجده من العسكريين وبدأت جحافل قواتنا تصل إلى الضفه الغربيه لقناه السويس وبدون سلاحها وسادت حاله من الفوضي والهمجيه الشديده بين هذه القوات واستدعي الأمر إلى استخدام القوه والقسوه الشديده من الشرطه العسكريه وعناصر المخابرات لفرض السيطره على القوات المنسحبه الي ان صدر قرار عزل المشير عبد الحكيم عامر من رئاسه الجيش وتعين الفريق اول محمد فوزي وزيرا للحربيه والفريق عبد المنعم رياض رئيسا لا ركان حرب القوات المسلحة اللذان اشهرا سيف الانضباط والطاعه لكل قيادات القوات المسلحه وضبطها وجنودها وفرضا وبسرعه الانصياع الكامل للاوامر العسكريه ومن يتردد في ذلك كانت المحاكمات العسكريه والأحكام الرادعه من نصيبه وبدأ في اعاده تنظيم الوحدات ونشرها على جبهه قناه السويس وعلى الضفه الغربيه لها واشهد لهما بكفاءه واحترافيه ما فعلاه......!!!!!!!!!
اما بالنسبه للعدو فلقد نشر قواته بسرعه علي الجبهه التي كانت تمتد لمسافه ١٦٠ كم وشرع في انشاء مواقع دفاعيه تحولت فيما بعد الي نقاط قويه شديده التحصين على اهم الاتجاهات الاستراتيجيه في مواجهه قواتنا.... أما بالنسبه قواتنا فلقد انشأنا مواقع دفاعيه في البدايه كانت في منتهى الهشاشه وبمرور الوقت بدأنا نعالج هذه الهشاشه بتقويتها قدر مانستطيع من إمكانيات ضيئله وفقيره وبقي موضوع الأرض في صالح العدو لان منسوب الأرض للضفه الشرقيه أعلى بكثير من الضفه الغربيه مما جعل مواقع العدو أعلى نسبيا من مواقع قواتنا اما بالنسبه للسلاح فكان القليل منه في ايدينا لان اكثر من ٨٠٪منه وقع في أيدي العدو...!!
ملحوظتان:
١: لعلي اذيع سرا لايعلمه الكثير انه تم صرف بنادق لجنود المشاه بندقيه واحده لكل ثلاثه جنود
٢: الدبابات السليمه التي وقعت في أيدي العدو شكلوا منها وحدات استخدمت فيما بعد أثناء حرب ٧٣ في بدايات تنفيذ الثغره بعدما عبرت للضفه الغربيه وبالذات في منطقه فايد فناره والشلوفه لاثاره البلبله في نفوس اهالي هذه المناطق لدرجه ان هؤلاء الاهالي البسطاء عندما شاهدوا هذه الدبابات المصريه اصلا كانوا يهللون ويقومون بتحيتها ظنا منهم انها لقواتنا.... !!!!!!!!!!!
ولابد لي من الاشاره الي موضوع اخر حدث في شهر سبتمبر عام ١٩٦٧ هو اعتصام المشير عبد الحكيم عامر في فيلته بالهرم وتضامن معه مجموعه من ضباط قوات الصاعقه بالسلاح والذخيره التي تكفى جيش كامل وللأسف الشديد كان على رأس هذه القوات ضابط برتبه رائد أيامها أعلن بكل وضوح ولاءه الكامل للمشير عامر وللأسف الشديد للمره الثانيه نسي او تناسي ان ولاء العسكريين اولا واخيرا للوطن وليس للأشخاص مهما كانوا وإيما كانت مواقعهم الوظيفيه الوطن اهم مليون مره من الأشخاص هكذا تربينا وهذا ماسوف نموت عليه....
اي نعم انني كنت احب المشير عبد الحكيم عامر بصرف النظر عما كان في حياته الخاصه من زلات كثيره ولكنه كان طيبا وكريما واصله طيب وابن عمده صعيدي اصلي حيث اخلاق الشهامه والمرؤه وجدعنه ابن البلد ولكن بالرغم من هذا كله لايصح ان يكون له مريدين ذوي ولاءات شخصيه....!!!!!!
المهم أحبط هذا التجمع من الضباط وأخرج المشير من الفيلا وذهب الي مصيره سواء الي القتل او الانتحار فليس لي رأي فيه وقبض على هذا الرائد وتمت محاكمه عسكريا واودع السجن لمده طويله ثم أفرج عنه أي نعم كان له سجل مشرف في وحدات الصاعقه ولكنه هدم كل ذلك بالولاء للأشخاص وليس للوطن والعجيب انه ظهر حاليا وهو يتجاوز الثمانين عاما ويرأس احد الاحزاب........
لله الأمر من قبل ومن بعد
انتظروني لاحداث جبهه القتال