هي تبه صغيره لا يزيد ارتفاعها عن عشره امتار من سطح الارض ولكن هذا الارتفاع من النوع الناعم الذي لا تشعر به عندما تعتليه..وكانت تقع علي طريق اسفلتي قادم من مستشفي تحت الانشاء لهيئه قناه السويس( تمت ازالته) ويلتقي هذا الطريق مع طريق خاص بمرشدي الهيئه موازي لقناه السويس واهميه هذه التبه انها كانت تمثل العمق الدفاعي لسرايا النسق الاول لكتيبتي وكانت هذه التبه تحتلها فصيله مشاه بقياده الملازم اول احتياط /محمد يوسف.
في يوم ١٤ يناير عام ١٩٦٨ قام العدو بقصف تلك التبه بكل مايملك من اسلحه وجميع الاعيره التي يملكها ولمده ساعتين كاملتين وكان هذا القصف يخلع القلوب من ضراوته وقسوته واشهد امام الله ان هذه الفصيله والتي لاتتعدي ٣٠ فرد وهذا القائد لم ترمش لهم عين ولم يتحركوا من اماكنهم سنتيمتر واحد بل ردوا علي العدو باسلحتهم المتواضعه وبادلوه بالقصف بما يملكون وكانوا ثابتين ثبات المؤمن القوي....حدث ذلك امامنا جميعا وبدون اتفاق بيننا نحن الضباط الاصاغر ايامها اطلقنا اسم محمد يوسف علي هذه التبه تكريما واجلالا واحتراما له ولفصيلته الباسله...وظل هذا الاسم مرتبطا بهذه التبه طوال حرب الاستنزاف وحتي حرب اكتوبر المجيده..
اما عن الملازم اول احتياط / محمد يوسف فهو شخصيه تحبها وتحترمها من اول لقاء معه...هادئ الطبع ومؤدب لاقصي درجات الادب علاوه علي قلبه الشجاع الباسل وللاسف خرج من الخدمه لظروف عائليه عقب وقف اطلاق النار الاول (مبادره روجرز)
واختفت اخباره عنا....وللاسف الشديد ايضا ازيلت هذه التبه لتحل محلها عمارات سكنيه ولا اعلم من هذا الجاهل بالتاريخ الذي امر بأزالتها ليطوي صفحه ناصعه البياض والبساله والصمود لقواتنا المسلحه.
والي زميلي محمد يوسف اقول.......حياك الله يازميلي علي صمودك وبسالتك وشجاعه جنودك الاطهار وحياك الله علي شخصيتك الفريده التي أسرت قلوبنا بحبك واحترامك....وحياك الله علي تلك الفتره التي خدمت فيها بلدك باخلاص شديد ووفاء نادر.
المجد لجيش مصر.....وتحيا مصر الوطن.