تابع احداث يوم ٦ أكتوبر ٧٣
البصمه الدمويه
في تمام الساعه ١٢ ظهرا وقفت أمام سريتي ومعي ضباطي وقمت بالتفتيش على شده كل فرد من جنودي والحقيقه انني لم أجد اي ملحوظه فيهم وتكلمت معهم كثيرا ومن ضمن ماقلته ان اي هدف يدخل في مرمى سلاحك اضربه على طول ماتستناش حد يديك امر الضرب اضرب وبعدين نتحاسب وفور سماعهم تلك العباره شبوا على أطراف أصابع أقدامهم ونفخوا صدورهم....
في التوقيت المحدد لعبور سريتي لامست قوارب السريه صفحه مياه قناه السويس في مشهد مهيب كان جنودي وضباطي في حاله من التوثب والتحفز ولا أعلم لماذا قفز في ذهني لحظتها منظر الفهد الشيتا وهو يطارد فريسته وكان الملازم شوقي واقفا في منتصف قاربه الثاني من اليمين ممسكا بعلم مصر وكذلك الملازم اول مفتي عبد العزيز أمام في قاربه السادس اكتحلت عيناي بهذا المشهد ونظرت اليه جيدا واختزنته في ذاكرتي حتى اليوم ووصلنا الي الضفه الشرقيه وبسرعه البرق اعتلينا الساتر الترابي من خلال مجاري السيول التي حدثت في السته سنوات الماضيه وكسرت حدته وتركت الملازم اول مفتي فوق الساتر الترابي ليثبت علم مصر فوقه ليكون علم السياده على الأرض المصريه وتركت معه كل من العريف مجند فرج محمود محمد فرغل والتعريف مجند احمد محمد عبد الرازق لحمايته وانطلقت مع باقي السريه بمنتهى السرعه الي هدف الهجوم (تبه السبعات) وفي منتصف المسافه شرد من تشكيل السريه العريف مجند رجب محمد مصطفى وجرى في اتجاه اليمين فصحت فيه رايح فين يارجب فأشار لي بيده اشاره الانتظار فتركته واستكملت التقدم ولكني راقبته فوجدته يرتكز على ركبته ويخرج من باطن الأرض حزمه من اسلاك وكوابل الاتصالات ويقوم بقطعها بواسطه السونكي ثم انضم علينا (اتضح فيما بعد أن هذه الأسلاك والكوابل هي لاجهزه الاتصالات بين مركز قياده العدو في تبه الشجره والنقاط القويه الموجوده على الشاطئ الشرقي لقناه السويس كان العريف رجب قد لمح جزء منها مكشوف بفعل عوامل التعريه ..)
قطعنا المسافه لهدف الهجوم في ١٢ دقيقه فقط بدلا من ١٥ دقيقه المخططه فقمت على الفور بتوزيع اطقم اقتناص الدبابات واطقم المدافع الماده للدبابات وصواريخ الفهد بحيث تشكل ارض قتل حتميه لكل من يقترب من هدف الهجوم وكان الملازم شوقي قد انتهى من تثبيت علم مصر على تبه السبعات والتي هي هدف هجوم السريه....
كان كل جنود السريه قد انتهوا من عمل حفره فرديه لكل واحد منهم متخذين من طبيعه الأرض وسيله لإخفاء أنفسهم وبعد مرور حوالي سبعه دقائق من وصولي هلت اول تباشير دبابات العدو وكانوا اثنان الأولى متردده والثانيه متهوره ومغروره فقفز الي ذهني كلمه العميد حسن أبو سعده فدققت النظر فيها بواسطه منظاري فوجدت من العلامات الموجوده عليها انها دبابه قائد السريه المعاديه ووجدته يجلس على برج الدبابه واضعا مدفعها بين ساقيه بمشهد في منتهى التهور والغرور الشديد فصحت في الملازم محمد محمد عجرمه قائد فصيله صواريخ الفهد قائلا له هاتلى الدبابه اللي في اليمين دي يامحمد فأجاب بطريقته المرحه يافندم ماتشغلنيش قطاعي انا النهارده هاشتغل بالجمله ثم اطلق صاروخان في وقت واحد اصابا الدباباتان أصابه مباشره وانفجرتا انفجار رهيبا من فعل الذخيره الموجوده بداخلهما وقتل كل من كان بداخلهم اما قائد السريه هذا المتهور والَمغرور فلقد طارت جثته في الهواء ومحترقه...... وكانت تلك هي بصمتي الدمويه عليه......
انتظروا باقي البصمات الدمويه
المجد لجيش مصر.... وتحيا مصر الوطن....