هو انسان بطعم وحلاوه السكر...في شخصيته...وافعاله...وانضباطه...وكفاءته في العمل الاداري....
هو خدم معي ٧سنوات خدمه غير مباشره و٤سنوات خدمه مباشره تحت قيادتي وخاض خلالهما حربي الاستنزاف واكتوبر العظيمه واشهد له انه في كليهما ابدي من ضروب الشجاعه الكثير والكثير.....
اهداني اياه قائدي العظيم وضمه علي سريتي في اعقاب حرب ٧٣بدلا من مساعد تعليم السريه والذي تم نقله ....
هو الرقيب اول/محمد يوسف منصور الذي وصل الي موقع سريتي شرق قناه السويس في شهر يوليو ٧٤ ليتسلم عمله كمساعد تعليم للسريه ومسؤل عن الحاله الاداريه والانضباط بداخل السريه واشهد امام الله انه اداها علي نحو كامل وغير منقوص ....لم يلجأ طوال مده خدمته معي الي العقاب البدني للجنود ولكن كان لديه طريقه في العقاب جديده علي فلقد كان يسم بدن الجندي بكلام اقوي الف مره من اي عقاب وفي حدود اللياقه والادب وكنت دائما اسأله ...بتجيب كل الكلام ده منين يامحمد فيرد ضاحكا يافندم ده حسب التساهيل.....!!!!!
هو اكبر اخوته الاربعه وتوفي ابوه وهو في الشهاده الاعداديه فتولي مسؤليه عائلته وتطوع للخدمه في القوات المسلحه عام ١٩٦٤وتخرج من معهد تدريب الصف المعلمين عام ١٩٦٥ وانضم علي كتيبتي منذ ذلك التاريخ وخلال حرب الاستنزاف وتواجده في الموقع الدفاعي انتسب الي مدارس التحرير( هكذا تسمي) وهي مدارس خاصه بالقوات المسلحه لتعليم الجنود وضباط الصف.وحصل منها علي شهاده الثانويه العامه ثم انتسب الي كليه الحقوق جامعه القاهره وعندما وصل لي كان في بالسنه الثانيه بها فوعدته ان اقف بجانبه واساعده قدر مااستطيع من امكانيات وخاصه ان سريتي ايامها كانت تحتل موقع دفاعي منفصلا عن باقي الكتيبه وخصصت له وقتا من الثامنه مساءا وحتي الصباح ليذاكر محاضراته....وخلال ثلاثه سنوات حصل علي ليسانس الحقوق بدرجه جيد...واذكر انه في يوم ظهور نتيجه الجامعه كان يوم صدور نشره الترقيات له الي رتبه المساعد( الصول)
ونظرا لتغير ظروف الخدمه ايامها طلب الخروج من الخدمه بعد استكمال سنوات الخدمه المقرره وفعلا خرج .....وانقطعت اخباره عني الا انني علمت انه افتتح مكتب للمحاماه في حي المطريه....وتمر الايام والسنين وانا في رتبه العميد كنت معينا كرئيس لمحكمه عسكريه بمنطقه الهاكستب واثناء دخولي للمحكمه وجدته امامي فلم استطيع منع نفسي من احتضانه امام الجميع الامر الذي جعلني استدعيه في غرفه استراحه المحكمه وابلغته بانني لن استطيع النظر في القضيه والتي هو حاضر عنها للدفاع وسوف اؤجلها لينظر فيها غيري فتفهم هو ذلك ورحب به قائلا ولا يهمك يافندم انا واثق من برأءه موكلي ....وتبادلنا ارقام التليفونات والعناوين وفعلا كنا علي اتصال وزرته في مكتبه مرتين علي فترات بعيده وفي المره الثالثه عندما ذهبت اليه وجدت المكتب مغلقا وعندما سألت جيرانه قالوا لي ان الله عز وجل قد استرد وديعته قبل حوالي اسبوع......
والي روحه الطاهره اتوجهه الي الله بالدعاء له اللهم ياذا الرحمه والمغفره اغفر له وارحمه فلقد كان نظيف القلب واليد واللسان وكان صادقا امينا في كل عمل كلف به.....وسأشهد له امام عزتك بان الخدمه معه كانت بطعم وحلاوه السكر..
المجد لجيش مصر .....وتحيا مصر الوطن