ذو البأس الشديد....
بطوله متفرده مجهوله.......شاهد عيان
تمهيد واجب....
اتساءل دائما بداخل نفسي لماذا لا تسلط الاضواء علي البطولات الفذه التي حدثت في حرب اكتوبر وتأخذ مكانها اللائق في صفحات التاريخ لتكون قدوه وحافزا لشبابنا.....واتساءل ايضا هل عدم ذكرها اوتسليط الضوء عليها متعمدا او اهمال جسيم في كتابه تاريخ الحروب....
بئسا لكل مسؤل اينما كان مكانه علي تجاهل تلك البطولات سواء متعمدا او جهلا او اهمالا.....انتهي
صاحب البأس الشديد هذا....هو الرائد /سهيل محمود محمد عارف...ثم اللواء بالمعاش...ثم وكيل الوزاره للهيئه العامه لتعليم الكبار ومحو الاميه...
هو النسمه التي يقابلها وجهك فترطبه بحلو المعشر...وحلوالصداقه...وحلو الحديث...
تزاملنا في الكليه الحربيه لمده سنتين ثم تخرج قبلي وانضم علي الكتيبه ١١المشاه والتابعه للواء الرابع المشاه وعندما تخرجت انضممت علي الكتيبه ١٢ المشاه والتابعه لنفس اللواء ومنذ ذلك الحين وهو صديقي المحترم...عندما نتقابل ونتعانق اشعر بنبضات قلبينا تتحدان لتصبحا نبضه واحده...
خاض حرب الاستنزاف ثم تولي قياده سريه مشاه قبل حرب اكتوبروخاض بها الحرب هو في كتيبته والتي عملت كنسق ثاني للواء وعندما وصلنا الي خط المهمه النهائيه قرر قائد اللواء العظيم العميد محمود علي حسن المصري بناء نظام دفاعي قوي امام كتيبتي والتي كانت في اتجاه المجهود الرئيسي للواء فتم الحاق سريه الرائد سهيل علي كتيبتي وتكليفها بالعمل كسريه موقع متقدم امام مواقع كتيبتي وتم تنفيذ هذا صباح يوم ١١ اكتوبر ٧٣ وكان حظي ان تكون مواقع سريتي خلفه وعلي تبه اعلي منه قليلا وعلي مدي الرؤيه وشاهدت بعيني بأسه الشديد في تعامله مع العدو والذي لم يهدأ من القيام بالهجمات المضاده علي موقعه الذي احتله منذ ذلك التاريخ وحتي يوم ٢١ اكتوبر ٧٣ اكثر من ثلاثون هجمه مضاده صبت نيرانها عليه وهو صامد صمود الفولاذ وكان يسمح بأقتراب دبابات العدو الي مسافه تنخلع لها قلوبنا من قربها ثم ينهال عليهم بوابل من النيران فيصيب من يصيب ويفر الباقي في اتجاه الشرق ليعاودوا الهجوم عليه مره اخري بعدما يلعقوا جراحهم....
كنا نتصل به للاطمئنان علي موقفه فيرد بهدوء شديد وثبات اعصاب وايمان قوي بأنه وجنوده بخير ولا يحتاج سوي استعواض الذخيره المستهلكه فنرسلها له فورا.....
هو انسان متصالح مع نفسه لدرجه الزهد وطاهر اللسان ونظيف القلب واليد...ومنتمي لوطنه اشد مايكون الانتماء ويعشق تراب بلده....
استمرت صداقته معي حتي قبل وفاته بيوم واحد وكانت عباره عن سباحه في نهر بلا شطئان يفيض بالمحبه والموده والاحترام المتبادل ولذلك اتوجهه الي الله عز وجل متسولا الرحمه والمغفره والاثابه منه له واهدي له كلمات يستحقها .....
حياك الله ياصديقي الغالي علي استبسالك في الدفاع عن تراب وطنك....وحياك الله علي صداقتك لي فهي شرف مابعده شرف وطبت مقاما حيث انت في رحاب من يجزي الصابرين والمحتسبين وانت منهم....انه نعم المولي ونعم النصير......
المجد لجيش مصر......وتحيا مصر الوطن..