يظن الكثير من الناس ان الضباط في القوات المسلحه يعيشون حياه ورديه ومرفهه..!! واعتقد ان هذا الظن جاء من رؤيتهم لنا بالبدل المكويه والاحذيه اللامعه وعلامات الكتف التي تلمع عليها نجوم الرتب ...!!! ولكن الحقيقه تخالف ذلك تماما.فنحن نحيا حياه قاسيه وصعبه بداخل الوحدات وخاصه من يخدمون في التشكيلات المقاتله المنتشره في جميع صحاري مصر وفيافيها .فبجانب استعدادنا الدائم لقتال العدو والذي نعرف عنه كل شيئ مثل قوته.. اماكن تمركزه..كفاءته القتاليه..اين ومتي سنقابله..اسلوب قتاله...كل هذا نعلمه ونتدرب عليه طوال الوقت ...الا اننا نحارب ايضا الطبيعه بكل صورها.! الامطار..السيول..العواصف..الرياح الشديده الساخنه..البرد الشديد والذي يصل الي حد تجمد الانسان اذا لم يتخذ الاحتياط لذلك..علاوه علي كل ذلك نحارب ايضا الحيوانات المفترسه والزواحف والتي تعمر بها الصحراء.العقارب..الثعابين.. الذئاب.. الفيئران.. الخنافس ..السحالي..!!! كل هذه الحروب نمر بها خلال حياتنا في القوات المسلحه...........اليس كل هذا يسلط الضوء ويعطي ملامح للحياه التي نحياها...ولعلي استطيع ان القي بعض هذا الضوء من خلال بعض المواقف التي تعرضت لها شخصيا...!!
1: انا والكوبرا..
بعد وقف اطلاق النار والتوصل الي اتفاقيه فصل القوات بيننا وبين اليهود تقرر ان تعود كتيبتي الي غرب القناه واظل انا وسريتي احتل وادافع عن موقع الكتيبه وتم تعديل مواجهات الدفاع لسريتي وعينوا لي مواقع جديده يفصل بينها مسافات طويله ولكن بينها تبادل بالنظر وتعاون بالنيران..وعندما وصلت الي النقطه التي حددت لي كمركز قياده وكانت علي تبه عاليه تسمي النقطه 104 الشماليه.وذلك بعدما قمت بالمرور علي مواقع السريه والتنسيق فيما بينهم وكان كل ذلك سائرا علي قدماي وصلت خائر القوي ومنتهي املي ان انام لو ساعه واحده فقط.!! فوجدت الساعي الخاص بي قد وضع فرشتي بداخل ملجأ مهجور فدخلت واستلقيت علي الفرشه وانا لا استطيع فتح عيناي وقال لي انا هاخد البندقيه بتاعه سيادتك انظفها لانها اتملت رمال وبدون تفكير رددت عليه خدها اقفل الباب وراك.....كان ذلك حوالي الساعه 11 مساءا ..وبعد حوالي 10 دقائق سمعت فحيح قادم من ناحيه باب الملجا(نحن في الجبهه ننام نوم القطط عين مفتوحه وعين مغلقه).فرفعت نور اللمبه الجاز نمره 10 الموجوده بالملجا فوجدت ثعبان كوبرا واقفا علي ذنبه ونافخا اوداجه وينظر الي وكان مكانه علي باب الملجا من الداخل..قمت مرعوبا وجلست القرفصاء علي الفرشه وتذكرت ان الساعي اخذ بندقيتي...... الله يخرب بيتك ياعلي ياعرفات كان لازم تاخد البندقيه النهارده....هي حبكت تاخدها .....اخذت اردد هذا بداخلي رفعت البطانيه حتي انفي مستعدا لقذفها علي الثعبان في حاله تحركه نحوي.. وظللت علي هذا الوضع المؤلم حتي الساعه 5 صباحا..حتي سمعت وقع اقدام الجندي/علي عرفات الساعي ينزل سلالم الملجا فصحت فيه خلي بالك ياعلي فيه تعبان كبير ورا باب الملجا فتركني وذهب واحضر 4 جنود فتحوا الباب بهدوء وقتلوا الكوبرا وحرقوا مكان قتلها....ومن لحظتها وانا انام حاضن البندقيه...يتبع .