قبل البدء :
عندما بدأت الكتابه على الفيسبوك كنت انتقي بعنايه شديده الشخصيات التي اكتب عنها لأنني عشت معهم وعاشوا معي واحببتهم واحبوني وخبرت عن يقين معدنهم الذهبي الأصيل سواء كانوا زملاء لي أو أصدقاء او صادفتهم في رحله الحياه.... أما عن الشخصيه التي سأكتب عنها هذه المره فأنني ابغضها كل البغض واكرهها كل الكراهيه فهو نمط من البشر خرج من درجه الإنسان إلى درجه الحيوان الذي يرتع في البريه متخليا عن روادع الدين او الاعراف الاجتماعيه.... والسؤال هنا ولماذا تكتب عنه والاجابه ببساطه شديده لتعتبروا...
،، انتهي
في صيف عام ١٩٦٣ حط في ميدان السيده زينب رجل في الأربعينات من عمره وجلس على الرصيف المواجه لمحل فطاطري السيده زينب ومحل مبروك للاحذيه والقريبان من محل والدي وكان يرتدي جلباب بلدي كالحه اللون وتحتها صيديري مهترئ وفي رجليه صندل جلد قديم جري الزمن عليه فلا تعرف لونه الحقيقي..... أما عن وصفه فهو رجل قصير ونحيف جدا وقَمحي اللون ووجهه صغير وملطوع على شفته العليا شارب مرفوع النهايات وكان اهم مايميزه هو عموده الفقري المعوج الي اليمين لدرجه عند سيره كانت رجله اليمين تحدف للجانب الأيمن من مشيته كالعربه التي تحتاج إلى ضبط زوايا.. وبالرغم من عاهته هذه كان دائما ينفش كتفيه ويعرضها مثل مايفعل الديك الرومي عندما يستعرض نفسه أمام الأنثى..!!!! في محاوله منه ليظهر أنه أعرض من الحقيقه والتي كانت تقول انه لا يتحمل قلم واحد على صدغه ليلقيه هذا القلم عده أمتار عن صافعه.....
وهذا الشخص والذي كان قد حضر من احد القرى المعدمه من محافظه أسيوط طلبا للرزق من القاهره ام الدنيا ولكن من أين الرزق وهو معدم تماما رائحه الفقر والعدم يفوحان من كل أجزاء جسده..
جلس على الرصيف لمده ساعتان ثم قام بعدها ليتسول من أصحاب المحلات بحجه انه يريد شراء قفص طماطم يتاجر فيه الي ان جمع ثمن هذا القفص اشتراه وجلس يبيع منه في نفس المكان الذي كان جالسا فيه..... وشيئا فشيئا أصبح له فرشه فاكهه في هذا المكان والتي حول اتجاهه ليتاجر فيها بدلا من الطماطم ولانه كان يشتري اردأ الأنواع كان على خلاف دائم مع الزبائن اللذين يشترون منه خناقات مستمره طوال اليوم مع التلويح لهم بمطواه قرن غزال يحتفظ بها في جيب الصديري الذي يرتديه او بسكين تقطيع الموز كان إنسانا شرسا وسبابا للدين بصفه مستمره..... هذا الشخص استخسر في نفسه تأجير شقه أو حتى غرفه في احد حارات السيده زينب عندما وصلت أسرته بعد اربعه شهور من وصوله زوجته وأولاده وتركهم ينامون معه على الرصيف وكانوا طفلان ذكور وزوجته البائسه......
انتظروني بتمهل