بدأت مع الجندي / فايق صبحي غطاس في تدريبه بنفسي وقسوت عليه جدا في هذا التدريب فصبر وتحمل وكلفته بمهام شاقه جدا فنفذها بجلد وتحدي كبير ثم انتقلت به الي مرحله التدريب بالذخيره الحيه فاحرز فيها نتائج مذهله حتي ان باقي جنود السريه بدأوا في الغيره منه ولكن مع نظره احترام له....قبل الهجوم يوم ٦ اكتوبر نبهت عليه ان يكون تحت نظري بصفه دائمه وصوتي يصل اليه فكان يمشي علي بعد خطوات مني.....
وصدر الامر بالهجوم فعبر معي قناه السويس وفي قاربي وجالسا امامي في القارب ولاحظت عليه الثبات الشديد وتحفز النمور.......ونفذ كل المهام التي كلفته بها خلال تنفيذ السريه لمهمتها الاولي في الحرب باحتراف شديد وكفاءه ملفته للانظار....
في الساعه الثامنه من مساء يوم ٦ اكتوبر ونحن في انتظار الهجمه المضاده للعدو نجحت دبابه اسرائيليه في اختراق الحد الامامي لسريه الجوار ثم حولت اتجاهها لحدود موقعي مستخدمه اسلوب قتال جديد علينا وهو السير بسرعه كبيره جدا تمنعنا من التنشين عليها وفي نفس الوقت تستخدم جهاز الزينون لها وهو عباره عن جهاز اضاءه قدرته مليون شمعه تعمي الابصار وفي نفس الوقت يحرق شاشات اجهزه الرؤيه الليليه لنا.....وبمجرد دخول هذه الدبابه الطائشه لحدود موقعي وبدون اوامر مني قفز الجندي فايق صبحي غطاس من حفرته وجري ورائها وقذف علي محركها بالقنبله المضاده للدبابات التي معه واشهد امام الله انه قذفها بطريقه مثاليه تصلح للتدريس لان هذه القنبله تحتاج الي طريقه قذف خاصه وعلي مسافه معينه حتي تعمل.... المهم سقطت القنبله علي محرك الدبابه واشعلت فيه النيران وبدات النيران تتسلل الي داخل الدبابه وتنفجر ويقفز منها ٣ جنود اسرائيلين منهم واحد جري في اتجاه الجندي فايق والذي وجدته يصيح بصوت جهوري ده بتاعي.. ..ده بتاعي محدش يضرب عليه واخذ يتلاعب بالجندي الاسرائيلي كما يتلاعب الطفل بلعبه بعد ان اعجزه بطعنه في فخده بالسونكي فصحت فيه بلاش لعب يافايق ونفذ اللي قولتلكم عليه فقتله علي الفور واشهد امام الله مره اخري ان هذا الجندي القصير النحيف فايق صبحي غطاس تحول الي مارد رهيب اثناء تعامله سواءا مع الدبابه او مع الجندي الاسرائيلي وتحولت قسمات وجهه الي قسمات اشبهه بالغول.....
هذا الموقف حدث امام سمع وبصر جميع جنود السريه جعلهم كلهم ينظرون اليه بأعجاب ومحبه واحترام ويتعاملون معه بموده شديده وتوفير الا انه ظل علي حاله ينظر الي الاشياء بحذر وتعجب وريبه..... .كم احب هذا الجندي...
ملاحظات:
١: بعد انتهاء الحرب كشف هذا الجندي عن الجانب المختفي بداخله فكان شديد الكرم مع زملاءه وشديد عفه النفس وشديد المرح وخفه الظل وشديد الفكاهه حتي اصبح فاكهه السريه
٢: عهدت به الي الرقيب مجند مؤهلات عليا / فرج محمود محمد فرغل لتعليمه القراءه والكتابه وباراده فولاذيه استطاع في خلال ثلاثه شهور ان يقرأ ويكتب عناوين الجرائد ويحسب الاعداد حتي رقم ١٠٠
٣ : بعد عام من خروجه من الخدمه في عام ١٩٨٧ حضر الي الكتيبه وكنت اشغل وقتها رئيس عمليات الكتيبه ودعاني الي حفل زفافه في قريته وذهبت ولن استطيع بما املك من حروف اللغه ان اصف الحفاوه التي قوبلت بها سواءا منه شخصيا او من اهله حتي انه رفض بشده الدخول بعروسته قبل توصيلي الي محطه قطار المنيا......
المجد لجيش مصر...وتحيا مصر الوطن.