لعل الكثير من الاصدقاء الاحباب اللذين لاتتجاوز اعمارهم الاربعون عاما لا يعلمون انه بعد حرب 67 وهزيمه جيشنا تلك الهزيمه النكراء نشطت معركه اخري شديده الضراوه بين اجهزه مخابراتنا ومخابرات العدو بكل افرعها وتخصصاتها ولعلهم ايضا لا يعلمون انه في الفتره مابعد حرب 67 الي حرب 73 سقط في ايدينا عدد لاباس به من عملاء العدو والخونه لوطنهم وكان عام 72 هو اكثر اعوام السقوط لهم وكان الاعدام هو المصير الوحيد لهم والثمن الذي دفعوه من جراء هذه العماله او الخيانه التي نفذوها سواء هذا الاعدام كان رميا بالرصاص للعسكرين او الاعدام شنقا حتي الموت للمدنيين ......وكان من اشهر قضايا الخيانه للوطن قضيه النقيب/ فاروق الفقي والذي ارسلني قائدي لحضور حفل اعدامه مندوبا عن الكتيبه واتذكر انه طلب الكلمه.قبل تنفيذ الاعدام فأعطوه الميكروفون ووقف يدلي باعترافاته امام مندوبين من جميع وحدات القوات المسلحه مبديا ندمه علي مافعل وعلي ارواح زملائه اللذين ازهقت ارواحهم بسببه وهم في ريعان الشباب وكانت هذه الاعترافات بها الكثير الذي يشيب لها المولود لحجم الخيانه لوطنه وزملائه......!!!!!
ولعل الموقف التالي هو ايضا نموذج لخيانه الوطن عاصرته اثناء خدمتي خلال حرب الاستنزاف ووقع ايضا عام 72
هي سونيا وهذا اسمها والله وحده اعلم اذا ماكان حقيقي او اسم كودي مخترع لها ...!!
شاهدتها مرتين وتحدثت معها مره واحده واعتقد ان من كان يخدم في الاسماعيليه من زملائي خلال تلك الفتره ويستقل قطار السابعه وعشره دقائق من محطه مصر متجها الي الاسماعيليه قد شاهدها او تكلم معها ....!!!!
هي فتاه في منتهي الحلاوه والجمال لا يتعدي عمرها الواحد والعشرون عاما وايضا في منتهي الشياكه في كل ماترتديه من ملابس كلها ماركات عالميه اشترتها من شارع الشواربي ذلك الشارع الذي اكتسب شهره وصيت كبيرين في بيع كل ماكان محروم منه المجتمع المصري ..
كنت ايامها ادخن البايب واقصد هذا الشارع لاشتري نوع معين من التبغ له لم يكن متوافرا وكان دائما مقصدي لمحل صاحبه من قدامي المحاربين وضحايا حرب 56 والتي اصيب فيها باصابه بالغه فقد علي اثرها احدي قدميه واحدي عيناه ومنعته اصابته تلك من الاستمرار في الخدمه فخرج الي المعاش وافتتح هذا المحل ليتكسب منه لقمه عيشه وفي احد المرات كنت بداخل المحل واذا بجلبه شديده وهيصه خارج المحل فخرجت لاعرف سببها وكانت المره الاولي لرؤيتها والشارع كله واقف علي رجل واحده من جمالها الفتان المبهر لمن يراه ف سألت صاحب المحل وكان صديقي عنها فقال لي انه لايعرفها شخصيا ولكنها تأتي كل فتره لتشتري ملابس من محل معين في الشارع وتنفق ببذخ شديد خلال هذه الزياره وتحدث لها ظاهره الاعجاب هذه سواء من مرتادي الشارع او من اصحاب المحلات اللذين يتبارون ويتنافسون لجلبها لمحلاتهم للشراء منها............وكانت تلك اول مره اشاهدها..
كان هناك القطاررقم 947 المشهور يقوم من محطه مصر متجها الي الاسماعيليه في الساعه السابعه وعشره دقائق بعد توقيت القطار الحربي لمن لم يلحقه وكان هذا القطار يتكون من عربات درجه اولي وثانيه بالاجره اما الدرجه الثالثه فكانت بدون اجر للجنود والمدنيين مساهمه من هيئه السكه الحديد سواءا للجنود او للفقراء من المدنيين ....المهم في احد ايام عودتي من الاجازه ركبت هذا القطار وكانت الدرجه الاولي منه عباره عن دواوين فاخره كل ديوان يسع ثمانيه افراد يجلسون متقابلين فاخترت ديوان خالي من الركاب وجلست به واغلقت بابه واخرجت كتابا من شنطتي ومضيت اقرأ فيه وبعد حوالي عشره دقائق وانا منهمك في القراءه فتح باب الديوان وهب علي اعصارا من رائحه البارفان الحريمي التي تهزم اراده اي رجل في الدنيا....
انتظروني بدون اراده....
المجد لجيش مصر......وتحيا مصر الوطن..