كلفت الجندي عبد الرحمن التت بتأيف اوفارولات الجندي فايق على أن يسلمه أحدهم اليوم والثاني في الغد فرد على يافندم انا هاعمل الواجب معاه ومعاك انا هاسلم الاتنين له النهارده الساعه السابعه مساءا ....
وقفه أجمل من الاولي:
الجندي عبد الرحمن محمود التت تجنيد عام ١٩٦٨ المهنه قبل التجنيد كما هو مكتوب في نموذج خدمته ترزي عربي(جلاليب) وكان يعمل صبي في دكان ترزي جلاليب ملاصق لمحل عبد الهادي للحلويات بباب اللوق (المحل غير موجود الآن) هو أحد الجنود اللذين احبهم واقدرهم فلقد كان يشيع البهجه والفرح والسعاده عندما تتعامل معه فهو كوميدي من الطراز الرفيع واقول بثقه شديده... فشر والف مليون فشر على اي ممثل كوميديا ظهر في بر مصر على مدى التاريخ مثله فهم جميعا اقزام بالنسبه له فهو معجون بالكوميديا ويملك ملايين القفشات والنكتات والمواقف الكوميديه العفيفه والنظيفه من الألفاظ الخارجه وكان دائما يطاردني بطلبه تأيف اوفارول لي وكنت دائما أرفض وابلغه ان لي الترزي المدني الخاص بي والذي يقوم بتأيف اوفارولاتي فكان دائما عندما اقول له ذلك يبتعد عني لمسافه لاتطوله يداي ثم يلتفت لي ويقول عبارته المشهوره لي مصيرك تقع في أيدي ثم يطلق ساقيه للرياح ويهرب من أمامي.... ????
وكان من عادتي التي ارسيتها بداخل السريه انه كل يوم خميس اجتمع مع جنود السريه وارفع عنهم اللجام واتركهم يقولون مايريدون بدون حرج او تحفظات للتنفيس عما بداخلهم من مشاعر علاوه على أن كل اخر خميس من كل شهر تكون هذه الجلسه مصحوبه بتناول العشاء مع ضباط وجنود السريه وكان لهذا العشاء المجمع اجراءات بأن اذهب للجندي عبد الحفيظ (فاكرينه) فألزقه على قفاه كالمعتاد واطلب منه زياده كميه الطعام واللحوم او الفراخ للسريه في هذا اليوم ثم ادعوه للعشاء معنا والحقيقه انه كان ينفذ ذلك بكل همه سواءا خوفا مني او رضاء من داخله لزملائه من الجنود وبعد استلام هذا التعيين للسريه يقوم جنود السريه بعمل تحسين له ثم نتناول في جو كله بهجه ومرح وفي أحد هذه الأيام تقدم الجندي عبد الرحمن التت الي حيث اجلس ورسم على قسمات وجهه الجديه والصرامه وادي لي التحيه ثم قال لو سَمحتلي يافندم اقلد حضرتك في الفقره بتاعتي فضحكت وقلت له بتقول ايه ياعسكري فكرر كلامه بصوت عالي جدا سمعه باقي جنود السريه اللذين صفقوا كثيرا لهذا الاقتراح فوافقت ولكني هددته بأن هذا التقليد لو لم يعجبني سوف أوقع عليه جزاء شديد فوافق وبدأ تقليدي في مشيتي وفي شخطي للجنود وفي طريقه كلامي وتشويحي بيدي ثم عندما يفوز نادي الزمالك او ينهزم وابدع في هذا كله وكانت كل فقره من ذلك التقليد تنطلق عاصفه من التصفيق والتصفير والاستحسان من الجنود له وأنا اضحك على نفسي معهم مما يفعله التت وهو يقلدني وبعد الانتهاء من هذه الفقره تقدم نحوي وسألني عجبتك يافندم فرددت عليه ببرود ايوه ياتت وهاديك يومين اجازه زياده فوق ايام اجازتك بس بعد ماترجع هاحاسبك حساب عسير فإذا به يحول كلامي له الي تابلوه فني اضحكني واضحك كل جنود السريه....... كان التت هذا هو من يهون علينا قسوه مانمر به من صعاب وفي نفس الوقت كان مجدا جدا أثناء التدريب
عندما اكتشفت انه يفهم في الخياطه كلفته بتأيف اوفارولات جنود السريه نظير خمسه قروش لكل افارول عدا الجنود الغير قادرين على الدفع يقوم بعمل كشف بأسمائهم وانا شخصيا سأتولي الدفع عنهَم والتزم هو بذلك وعندما اكتشفت ان هناك جنود من خارج السريه يأتون اليه لتأييف افارولاتهم حددت معه تسعيره خاصه بهم وهي عشره قروش للافارول الواحد وكنت اقصد بذلك تمكينه من دخل إضافي له بعد علمي بأنه في إجازته يعمل ويترك دخل هذا العمل لوالده كمساعده منه نفقات عائلته.......
انتهت الوقفه
انتظروني للحلاوه اللي جايه