قبل البدء
لاحظت من خلال تعليقاتكم الكريمه انكم غاضبين جدا من تصرفات زميلي هذا وتتوقعون مني أن ارد عليه بالعنف على تصرفاته معي ولكني سأخالف توقعاتكم فهذه المواقف والتصرفات بالنسبه لي مواقف اختبار أعصاب وكظم للغيظ علاوه على خطورتها الشديده على مستقبل كل منا فالشجار مع الزميل جنايه عسكريه لها توابعها فسواء الكليه الحربيه والقانون العسكري لايفرق في هذه الجنايه بين طالب او ضابط او جندي والحكم فيها بالفصل من الكليه على مستوى طلبه الكليه فهل اسمح لنفسي لشخص مثل هذا ان يؤذيني في مستقبلي... وكان هو يعتمد على ذلك في رد فعلي السلبي لتصرفاته وأعتقد انكم كمدنيين فاتكم هذا ولكن لاني رجل عسكري يجب أن احسب حسابات اخرى ربما تخالف حساباتكم... ثم إن الإنسان يتعامل مع الغير بأصله الذي تربى عليه والذي لا يمكن أن يحيد عنه من أجل موقف خسه او نداله او وساخه من الغير....
(انتهي)
أمسكت شيك الحساب فوجدت المبلغ المطلوب هو واحد وسبعون جنيها وسبعون قرشا
( هذا المبلغ في هذا الزمن كان يساوي سبعه آلاف جنيه من أيامكم البمبي دي)
عندما قرأت الرقم كانت أول كلمه نطقتها في سري ياابن.....
ياوسخ الي هذا الحد من النداله تستحل جيبي لتتعشي ومش بس كده تعزم اصحابك من جيبي..... ????????
المهم دفعت الحساب صاغرا وتبقى معي حوالي ٢٤ جنيه فقط فقررت العوده صباحا الي القاهره وعدت الي الفندق مغتاظا ولم استطيع النوم ولو دقيقه واحده حتى صباح اليوم التالي فنزلت الي استقبال الفندق وابلغتهم بألغاء الحجز وتوجهت الي محطه القطار وركبت قطار الثامنه صباحا ووصلت الي القاهره ثم إلى منزلي وتعجبت والدتي من عودتي مبكرا وسألتني عن السبب فلم ارد عليها ودخلت غرفتي واغلقت بابها وانا داخلي غضب وغيظ يكفي الدنيا كلها الي ان غلبني النوم حتى التاسعه والنصف مساءا ميعاد عودة والدي والذي ابلغته والدتي عن حالتي ففتح الباب وايقظني وسألني عن سبب عودتي مبكرا وسبب نومي كل هذه المده فحكيت له ماحدث بكل تفاصيله فصمت لفتره ثم قال لي لعلك تعلمت من هذه المواقف الفلوس مش مهمه ماهو المثل بيقول التعليم مش ببلاش وطالما الضرر مش في بدنك مش مهم اي حاجه بس لازم تقطع صلتك بهذا الشخص فورا واوعى تعاتبه لان العتاب لمثل هذه الشخصيه غير مفيد وخلي ربنا يجيب لك حقك اللي هاتشوفه بعنيك يالا قوم اغسل وشك وتعال نتعشى سوا ومن المفارقات ان العشاء كان سمك مقلي وطاجن سمك بالدمعه.... هاهاهاهاهاي
فنظرت الي والدتي وقلت لها هو السمك ورايا... ورايا????
وانتهت الاجازه وعدت الي الكليه في التيرم النهائي واقسم بالله ان هذا الزميل تهرب مني وراوغني طوال مده التيرم ويزوغ مني زوغان الجبناء....
وانتهى التيرم على خير وتخرجنا وذهبت انا الي سلاح المشاه وذهب هو الي سلاح خفر السواحل (حرس الحدود فيما بعد)......
وتمر الايام والسنين واترقي حتى وصلت في عام ١٩٧١ الي رتبه النقيب وفي أحد الايام وانا اقرأ النشره الشهريه للجزاءات التي تم توقيعها على ضباط القوات المسلحه َالتي كانت توزع علينا للعلم بها وجدت اسم هذا الزميل يتلاءلاء ويزينها بحكم خمسه عشر عاما سجن مع الأشغال الشاقه وحكم وجوبي اخر بالطرد من الخدمه العسكريه...... علاوه على غرامه تكاد تقترب من مبلغ المليون جنيه والجنايه كانت تسهيل تهريب شحنه مخدرات والاتفاقات واستلام مبلغ الرشوه كلها مسجله صوت وصوره وقبض عليه وأفراد العصابه وشحنه المخدرات تلبس.....
وان ربك هو المنتقم الجبار...
انتهت