وصلت انا وزميلي هذا الي منزلنا واستقبلته والدتي بكل ترحاب واذا به يقول لها بفجاجه وبدون احترام لسنها انا جعان جدا هو الاكل جاهز ولا لسه فحولت والدتي نظراتها لي وهذه النظرات لا يفهمها غيري وردت علي زميلي الاكل جاهز ياابني خمسه دقايق بس علشان اغرفه وفعلا بعد خمسه دقائق حضرت والدتي الي غرفه الضيوف وابلغتنا بأن الاكل جاهز فقمنا وجلسنا على ترابيزه السفره الموجوده في صاله منزلنا وبمجرد جلوسنا قال لي زميلي هذا ايه كل الحلاوه دي هو انتم عندكم طباخ فرددت عليه لا طبعا والدتي ربنا يباركلنا فيها هي اللي طابخه كل الاكل ده واشهد أمام الله أن الأصناف التي كانت موجوده على السفره كثيره ومتعدده وكلها لحوم ودواجن بكافه انواعها واصنافها ويزين كل هذا طاجن كبير من الباميه باللحم الضاني الطاجن الرسمي لوالدتي والذي كانت تطبخه لي
دائما....
ملحوظه:
لاحظت والدتي انني ووالدي نهوي ونحب طاجن الباميه باللحم الضاني فظلت تطبخه لنا لمده سنه كامله حتى أن والدي قال لها في احد الايام ضاحكا هو انتي ماتعرفيش تطبخي غير الباميه.... كفايه كده حرام عليكي َماتطبخهاش تاني الا لما نطلبها... فردت عليه ابنك بيحبها ومش هابطل طبخها لغايه هو مايقول كده.. فغمزت لها برضائي عن ذلك فأبتسمت لي وبادلتني الغمزه..
انتهت الملحوظه
هجم زميلي هذا على الاكل كما لو كان لم يأكل من قبل وزاغت عيناه على كل الأصناف وذاق منها كلها وظل يأكل غير مراعيا اي قواعد للذوق والأصول التي يجب أن تراعي للبيوت التي ندخلها لأول مره حتى انتهى وقام وغسل يديه وبينما يهم بالدخول لغرفه الضيوف قال بصوت مرتفع نسبيا امال فين الحلو واذا بوالدتي تقف خلفه ممسكه بطبق الفاكهه فتناوله منها ودخل به الغرفه وبدأ في تناول اصنافه بطريقه متوحشه وبعدها طلب كوب من الشاي وبعد تناوله وفجأه قال لي ان الاكل طابق على نفسه وانه يريد النوم وقبل ان اجيب عليه خلع حذاؤه وتمدد على الكنبه التي يجلس عليها قائلا ابقى صحيني الساعه سبعه ونصف علشان نلحق القطار فخرجت من الغرفه واحضرت له مخده وبطانيه واطفأت النور واغلقت عليه الباب وتوجهت نحو غرفتي وانا في منتهى الاحراج والكسوف.....
حضرت والدتي لغرفتي وقالت لي انت تعرف زميلك ده منين ده يابني وشه مكشوف معقول ده في يوم من الايام هايبقي ضابط..... فنظرت إليها نظره انكسار ورددت انا ياأمي اتورطت معاه وماكنت اعرف انه هايتصرف كده.... فردت بكلمه لم انساها يابني ابقى افرز صحابك قبل ماتدخلهم بيتك..
المهم في الساعه السابعه والنصف ايقظت زميلي هذا فطلب مني كوب شاي اخر وكانت والدتي قد صنعته قبل أن يطلبه وادخلته ومعه طبق بيتي فور من صناعه والدتي فأكل وشرب وبعدها نزلنا من المنزل بدون كلمه شكر واحده لوالدتي عما فعلته متوجهين الي محطه رمسيس... واصطحبته حتى جلس على مقعده في القطار وعندما هممت بالنزول قال لي باللغه الاسكندراني احنا لازم نردوا لك العزومه الفخيمه دي لما تيجوا اسكندريه ولازم نقوموا معاك بالواجب فرددت الف هنا وشفا عليك ثم غادرت القطار متوجها الي منزلي وانا في غايه الاحراج والكسوف من والدتي ووالدي والذي كان قد حضر للمنزل قبل وصولي واللذان لم يفتحا معي اي كلام في هذا الموضوع مما كان يزيد من احساسي بالذنب والإحراج والكسوف...
وكان ذلك الموقف هو الأول الذي فعله معي.......
انتظروني بتمهل ????