في عام ١٩٦٥ كنت في القسم المتوسط بالكليه الحربيه وكان لي زميل من الاسكندريه يجلس على الكرسي المجاور لي بداخل الفصل الدراسي وكنت أيامها معروف في الكليه بكثره مشاغباتي مع طلبه القسم النهائي وسعي هذا الزميل الي التعرف على ولم أسعى انا له وبدأ في فرض صداقته لي بطريقه لزجه وملزقه ولم يستطيع حيائي ان يمنع تلك الصداقه ومن جانبي سعيت ان اجعلها صداقه هشه...!!!! والي حد ما نجحت في ذلك..
وكان هذا الزميل دائما يطلب مني طلبات بوش مكشوف ولا يخجل من ذلك مثل انبوبه معجون الأسنان او الحلاقه او تسليفه موس حلاقه وغير ذلك من الطلبات التافهه والتي كنت لا اعيرها اهتمامها فلدي احتياطي من كل ذلك ثم بدأ في طلب تسليفه نقود ولا يردها اي نعم مبالغ تافهه وايضا كنت لا اطالبه بها لان تربيتي وأخلاقي وحيائي الشديد اكبر بكثير من المطالبه بها كما أن نصائح والدي لي بأن لا اكسف احد طالبني بشيئ استطيع تقديمه وكان دائما يقول لي اوعي ياابني تكسف حد اصل كسفه الرجال وحشه وعمرها ماتتنسي...!!!!
كنت دائما أتعجب من هذا الزميل الذي قال لي ان والده من كبار رجال المقاولات في الاسكندريه ويسكنون في فيلا كبيره في منطقه رشدي..!!!!
وكان دائما يدور حوار بيني وبين نفسي كيف لوالد يترك ابنه بهذه الحاله اللزجه التي يتعامل بها مع البشر....؟؟؟
المهم في احد ايام الخميس المقرر اجازه اسبوعيه لنا ونحن نرتدي لبس الإجازات اقترب مني هذا الزميل وقال لي انه قرر السفر إلى الاسكندريه بقطار التاسعه مساءا وليس قطار الرابعه عصرا....
ملحوظه:
قطار الرابعه عصرا كان القطار المعتاد لركوب طلبه الكليات العسكريه وايضا كان الركوب فيه يتم بحجز المقاعد او بدون حجز وكانت هيئه السكه الحديد تتغاضي عن ذلك خدمه منها لطلبه الكليات العسكريه
( انتهت الملحوظه)
ثم اردف هذا الزميل بقوله لي.. إن هناك فرق خمسه ساعات بين قطار الرابعه وقطار التاسعه وبفجاجه شديده ووش مكشوف قال ماتعزمني على الغداء معاك واقعد استنى القطار في بيتك... الجمتني مفاجئه هذا الطلب وحيائي الشديد منعني ان ارد طلبه فرددت عليه بنبره مقتضبه اهلا وسهلا تشرفني وتنور بيتي وبصوت متغير الي حد ما...!!!!
لأنني لم اتوقع منه هذا الوش المكشوف او هذا الطلب الغريب......!!!!!!!!!
المهم ارتدينا زي الإجازات وخرجنا من الكليه الحربيه وكانت أيامها وسط صحراء مصر الجديده ولا يوجد عمران حولها حتى ميدان تريومف وكان هناك مدق واحد يصل اليه ومشينا حتى وصلنا إلى محطه أتوبيس رقم ٥٠٠ والذي كان يبدأ من هناك وينتهي في ميدان التحرير وقبل ركوب الاتوبيس وجدت كشك سجائر به تليفون فطلبت منه منزلنا فردت والدتي رحمها الله فقلت لها انا جاي في الطريق ومعايا زميل لي هايتغدي معايا ونبهت عليها ان تزيد من أنواعه وردت رحمها الله ياابني ماانت عارف ان كل يوم خميس بعمل اكل يكفي اورطه... بس حاضر من عنيه.......
انتظروني بتمهل