في الثامنه مساءا يوم ٦ أكتوبر ٧٣ وعقب معركه وحشيه وشديده الدمويه مع دبابه معاديه وأفراد طاقمها ناداني العريف مؤهلات عليا/ احمد محمد عبد الرازق قائلا.... اجي جنب سيادتك يافندم وكانت الحفره التي يكمن بها خلفي بحوالي ثلاثه أمتار فقط فرددت عليه خليك مكانك ياحمد فقال بس انا عايز اجي جنب سيادتك اصل الجثه اللي فوق حفرتي بتنقط عليا دم يافندم..... لحظتها شعرت بأنه خائف فقلت له تعال ياحمد وبمجرد نطقي لهذه العباره حتى خرج من حفرته وقفز في حفرتي فنظرت ودققت في ستره افاروله فلم أجد أثرا لدماء...!!!
فطبطبت على كتفه وقلت له انت عارف ياأحمد انني اكثر واحد فيكم مهدد بالموت عارف ليه لان العدو بيبحث عن القاده وبيحاول يقتلهم واللي بيفضح مكاني هو الاجهزه اللاسلكيه اللي معايا (كان معي ثلاثه اجهزه لاسلكي واحد منهم الهوائي له ارتفاعه ثلاثه أمتار) خليك قاعد معايا لغايه اول هجمه علينا تانيه وارجع مكانك وحولت المحادثه الي موضوعات اخرى .....
وقفه قصيره:
العريف مجند مؤهلات عليا/احمد محمد عبد الرازق من بلده منوف وتعلم في القاهره وحصل على بكالوريوس تجاره بدرجه امتياز وعين بعد خروجه من الخدمه في بنك مصر فرع الاسماعيليه وظل به حتى تولي وظيفه مديره واستقر بشقه في شارع الهرم بمحافظه الجيزه وظل على تواصل معي تليفونيا وعندما علم ان شقتي تقع بالقرب منه بدأ في زيارتي من وقت لآخر عندما تسنح له ظروف عمله حتى خروجه للمعاش وتوفي منذ حوالي سبعه سنوات.....
انتهت الوقفه
المهم لم يحدث مره اخرى ان هاجم العدو مره اخرى موقعي بل نحن الذين هاجمناه واستولينا على مركز قيادته المتقدم (تبه الشجره) ثم بعد ذلك وصلنا إلى خط المهمه النهائيه وقمنا بصد هجماته المضاده حتى تم وقف إطلاق النيران.....وكنت الاحظ انه دائما يحاول ان يكون قريبا مني..........
المهم خرج العريف احمد من الخدمه وظل على تواصل معي ولم أجد من الشجاعه لاسأله عن سبب طلبه الحضور لحفرتي يوم ٦ أكتوبر ٧٣ حتى لا اسبب له حرجا وبعد مرور خمسه عشر عاما وفي أحد زياراتهالمنزلي واتتني هذه الشجاعه وسألته فرد يافندم انت كنت بتعاملني زي ابويا والمنظر يومها كان مخيف بالنسبه لي واول مره في حياتي اشوف دم بشر فكنت عايز احتمي بيك.... ثم استطرد هو فيها حاجه لما ابن عايز يحتمي بأبوه........... فلم أجد ردا وصمت.....
ايام العزه والفخر والمجد
،،،،.،،،،،،،انتهت