هو شخصيه في منتهى الحلاوه علاوه انه احد جنودي المخلصين وكنت ومازلت وسأظل احبه لثلاثه اسباب....
الاول: انه شارك في حمايه وطنه لمده خمسه سنوات بكل إخلاص وشجاعه ولم يهاب شيئا او يتردد في اي عمل قتالي كلف به
الثاني: هو كميه الرضا والسلام النفسي الذي كان يتمتع به ونبله في تعامله مع زملاؤه وخاصه المستجدين منهم علاوه على أدبه ونظافه لسانه فلم اسمعه مره واحده يتلفظ بلفظ نابي لاحد
الثالث: انه كان من أبناء السيده زينب وبحكم انني أيضا من أبنائها فكان هناك كيمياء بيننا وكنت اسمح له بالتعامل معي بشيئ من العشم ذو الخطوط الحمراء واشهد الله أنه لم يحاول ابدا تخطيها....
ظل طوال خمسه سنوات يطاردني ويكاد يتسول مني بأن يقوم بتأيف اوفارول لي فهو ترزي جلاليب بلدي وكنت دائما أرفض فكان يقول لي مقولته الشهيره بعد أن يبتعد عني خطوات حتى لا تطوله يداي....
مصيرك تقع في أيدي يافندم ثم يجري من أمامي هاربا....!!!!
وفي النهايه وقعت تحت يديه مضطرا ومجبرا وعلى غير ارادتي..... وإليكم الحكايه من اولها.......
في السادسه من صباح اليوم التالي مباشره لوقف إطلاق النار لحرب أكتوبر المجيده كنت اجلس مع خدمه الكمين من جنودي البواسل والتي انشأتها على الطريق الأوسط لسيناء بعدما كلفت بحمايته في قطاع مسؤليه سريتي وكان هذا الكمين مزود بكافه الاسلحه التي تمكنه من هذه الحمايه علاوه على انتقائي لافضل جنود سريتي للدفاع عنه وتعطيل اي مركبه او دبابه تحاول أن تتقدم عليه....
وبينما انا جالس مع جنودي شاهدت ثلاثه عربات نقل من النوع الثقيل لونها رمادي ولم يكن هذا اللون مألوفا لعرباتنا وكانت هذه العربات تتقدم من اتجاه الغرب الي اتجاه الشرق اي من اتجاه معبر قواتنا غرب القناه الي اتجاه العدو فأرسلت ثلاثه جنود لايقافها قبل حدود الكمين وإحضار اقدم رتبه بها وذهبوا مسرعين قبل دخول هذه العربات لحزام الألغام التي انشأناه لهذا الكمين وعادوا ومعهم صول يبدو عليه منتهى الذعر والخوف وبمجرد وصوله صاح لي احد جنودي اللذين احضروه قائلا يافندم ده حاطط كولونيا (كأنها جريمه لا تغتفر)هاهاهاهاهاي ???? فرددت عليه ماهم عايشين في ميه البطيخ واحنا هنا بنسف تراب???? هاتهولي فنغزه بدبشك البندقيه قائلا له جايلي الجبهه وانت حاطط كولونيا امشي قدامي ووقف أمامي ودارت هذه المحادثه بيننا....
انا: انت مين وايه اللي جابك هنا... وريني كارنيهك
ملحوظه: كنا نحن في جبهه القتال عندما يقع في ايدينا احد قادما من المنطقه المركزيه (القاهره) بهذا الكم من الذعر نتلاعب به ونزيد من ذعره...
هو: انا يافندم مندوب من المستودع الرئيسي للمهمات بالمعادي واعطاني الكارنيه الخاص به فوضعته في جيبي بدون قراءته
انا:وجاي تهبب ايه هنا ثم التفت الي احد جنودي وغمزت له قائلا اتصل يابني بالشرطه العسكريه تيجي تاخد الصول العبيط ده وتحقق معاه
هو: بذعر شديد واخذ يتلفت حوله وينظر الي جنودي اللذين حوله شاهري السلاح.... يافندم شرطه ايه بس انا جاي في مأموريه استعواض مهمات...
انا: انت عبيط ولا بتستعبط انت عارف ان احنا آخر قوات على خط الجبهه والعدو أمامنا مباشره شايف الدبابات اللي واقفه على خط السما هناك دي... ده العدو انت رايح له ولا ايه
هو: اخذ يدقق في الأرض أمامنا ثم قال يافندم انا ماعرفش حاجه عن الكلام اللي حضرتك بتقول عليه..
انا : ده انت كمان هاتدخل حقل ألغام على الطريق ويمينه وشماله مزروع ألغام هو انت عايز تنتحر ولا ايه
هو : ينهار اسود اليوم باين من أوله ألغام يافندم
انا: ايوه ألغام....العربيات دي فيها ايه
هو: مهمات يافندم رايحه للواء ١١٢ مشاه وهي عباره عن مخالي (جمع مخله) كامله المهمات
انا: ظهر شيطاني الصغير بندق هامسا في اذني فرصتك يابرنس
ملحوظه :
كانت المهمات التي نرتديها رائحتها كريهه جدا من ارتداءها لمده واحد وعشرون يوم قتال وشبعت من عرقنا وامتلئت بالاتربه والرمال علاوه على أنها تلوثت بدماء الأطهار اللذين كنا ننقلهم سواء شهداء او جرحي وتحولت الافارولات التي نرتديها الي مايشبه الجلد
انتهت الملحوظه
انا: احنا هنا اللواء ١١٢ مشاه (كذب) فنحن نتبع اللواء الرابع المشاه نزل هنا ٢٠٠ مخله (قوه سريتي كانت ١٥٤ جندي +٦ ضباط وهااوصفلك الطريق إلى قياده اللواء علشان تودي الباقي هناك فاهم ولا تروح الشرطه العسكريه علشان بيحققوا معاك
هو: حاضر يافندم ثم أصدر أوامر بتنزيل ٢٠٠ مخله وبعدما أتم تنزلهم ناولته الكارنيه الخاص به ثم وصفت له الطريق إلى قياده اللواء ١١٢ مشاه مزيدا في ذعره وخوفه من الألغام ومحذرا اياه من الخروج عن الطريق الذي وصفته له....!!!!
وغادر هذا الصول المذعور وفي ثواني قليله كانت ال٢٠٠ مخله قد استقروا في بطن سريتي...... ????????????
انتظروني بمرح شديد