قفزت في ذهني فكره اهداء جنودي البواسل هديه تدوم معهم العمر كله وهي تعليمهم القراءه والكتابه وظلت هذه الفكره مسيطره علي تفكيري لمده يومين الامر الذي دفعني الي جمع ضباطي والاربعه عشر جندي المؤهلات بالسريه وتشاورت معهم واشهد امام الله انهم...كلهم تحمسوا لهذه الفكره وكأنها مهمه قتال...
وبدأنا التنفيذ بان جمعت من الضباط فقط وانا معهم مبلغا من المال واعطيته للجندي/فرج محمود محمد فرغل ليشتري كل مايلزم للعمليه التعليميه وقام المساعد/محمد يوسف منصور....رحمه الله.بأعاده تنظيم السريه بحيث يكون عدد الجنود الاميين متساوي بداخل الفصائل وكذا المعلمين لهم ووضعنا برنامج التدريب.لهم وقمت انا بعمل لائحه حوافز للجنود والمعلمين وحددت معهم ساعتين يوميا من الثالثه الي الخامسه وخصصت يوم الجمعه للاختبارات لما تحصلوا عليه خلال الاسبوع وبدأ التعليم واشهد ان الكل كان متحمسا من الطرفين حتي انه خلال الشهر الاول كان الكل يعرف مبادئ القراءه والحساب وفي نهايه الشهر الثاني كان الكل يستطيع قراءه العناوين الرئيسيه للجرائد ويكتب مايملي عليه ويحسب حتي عدد١٠٠.......وخرج الجندي /فتحي السعيد ابراهيم من الجيش وهو مسلح بقدر من العلم يستطيع به مواجهه الحياه......
ملاحظات:
١:من الغريب ان هذا الجندي تحول فجأه الي ماكينه حفظ لكل مايقال له ورايت منه كيف تكون اراده الانسان.
٢:من امتع ماسمعت اذناي صوت الجنود وهم يرددون خلف المعلم مايتلقونه سواء الابجديه او جدول الضرب...
٣:ظللت لمده سنتين امارس هذه التجربه حتي مع الجنود المستجدين واللذين كانوا يصلوا تباعا بدلا من القدامي اللذين خرجوا من الجيش حتي نقلت الي وظيفه اخري.
٤:كانت هذه التجربه هي اسمي تجاربي في القوات المسلحه وكنت خلالها مرتاح الضمير جدا لدرجه انني كنت انام بعمق شديد في الساعات القليله المتبقيه لي من اليوم....
انتظروني مع توابع التجربه
تحيا مصر الوطن