منذ عام ١٩٦٧ وحتى عام ١٩٦٩ لم يكن هناك نظام واضح لإجازات الضباط والجنود اللذين يخدمون على جبهه القتال ولكن كانت اجتهادات من القاده لتنظيم هذه الإجازات بداخل وحداتهم وفي عام ١٩٦٩ صدر امر من القياده العامه للقوات المسلحة من خلال منشور رسمي بتنظيم الإجازات للجنود والضباط اللذين يخدمون على جبهه القتال ونص هذا المنشور على منح... اولا: منح الضباط اجازه كل واحد وعشرون يوما اجازه اربعه ايام بما فيهم يوم العوده.
ثانيا: منح ضباط الصف والجنود اجازه كل ثلاثون يوما مدتها خمسه ايام بما فيها يوم العوده عدا من هم يقطنون في محافظه سوهاج وحتى محافظه قنا يزاد يوم اجازه لهم والقاطنين في محافظات اسوان الواحات والبحر الأحمر في يزاد لهم يومين فوق الخمسه ايام المقرره لتصبح مده إجازاتهم سبعه ايام.....
ثم نسفت القياده العامه ماكتبته في هذا المنشور بكتابه ملاحظتين في منتهى الخبث والمكر اولها عباره اذا سمحت الظروف بذلك والثانيه هي وطبقا لرؤيه قاده الوحدات
وعندما حضر مندوب مكتب أفراد كتيبتي لطلب توقيعي بالمعلوميه لهذا المنشور وقعت عليه بدون اهتمام لان الإجازات لاتهمني ولا تعنيني فلقد منحني الله عز وجل زملاء في كتيبتي هونوا على قسوه مانعانيه جميعا في حياه الجبهه زملاء في منتهى الإخلاص والوفاء والآيثار وانكار الذات زملاء في منتهى.... منتهى.... منتهى (ثلاثه مرات) الجدعنه والشجاعه وحب الوطن وحب الكتيبه واظهروا المعدن الذهبي بداخلهم أثناء الاشتباكات مع العدو وكذلك ضباط الصف والجنود كانوا لايقلون عن كل الصفات التي ذكرتها وكان حظ كتيبتي من القاده لها في منتهى الجمال فلقد كانوا جميعا قاده في منتهى الاحتراف عسكريا وكذا في الشئون النفسيه فلقد جمعونا جميعا تحت اجنحه الموده والحب والرحمه ومضوا يعلمونا وينقلون لهم خبرتهم بمنتهى الإخلاص وكانت الخدمه تحت قيادتهم شرف مابعده شرف وسعاده مابعدها سعاده وحتى زملاءنا في باقي وحدات اللواء الرابع المشاه كان الود والاحترام والمحبه الخالصه لوجهه الله هي الأساس في علاقه بعضنا ببعض فلماذا الاجازه من وجهه نظري فأصدقائي المدنيين اللذين دخلوا كليات مدنيه وانهوا دراستهم بها جندوا سواء ضباط احتياط او جنود وتوزعوا على جميع وحدات القوات المسلحه وكنت عندما انزل اجازه من الإجازات العشوائيه التي اقوم بها لااجد احد منهم....
ملحوظه:
استمرت هذه العلاقه الشريفه الطاهره بيني وبين زملائي سواءا من الكتيبه او باقي كتائب اللواء حتى الآن وكلما مرت الايام تزداد هذه العلاقه عمقا فلقد مررنا جميعا بظروف قاسيه جعلتنا نتوحد في مشاعر صادقه وشريفه وطاهره جعلتني اطلق عليهم.......( تحويشه العمر) ومازال هؤلاء الزملاء عدا من توفاه الله أصدقاء على صفحتي ولي كل الشرف بذلك
المهم لم أكن اهتم بموضوع اجازتي من جبهه القتال ولا اتكلم فيها او اطلبها من القائد حتى لاتكون نقطه ضعف لي عنده حتى في الميعاد المقرر لها لاانزل الا بعد اتصال من رئيس عمليات الكتيبه يبلغني للقيام بالاجازه وظللت طوال خدمتي بالقوات المسلحه على هذا النمط في التصرف لموضوع الإجازات لي ولابد لي من ذكر موقف مع قائدي العظيم العقيد اح /رجب عثمان فلقد نسي ان يبلغني بميعاد اجازتي فلم انزل وجاء ميعاد اجازتي التاليه ونساه أيضا فلم انزل حتى وصلت إلى مده ٥٥ يوم لم أرى اهلي وبعد طوال هذه المده واستمرار سيادته في رؤيتي كل يوم وراجع نفسه استدعاني في مكتبه وبمجرد دخولي بادرني بقوله هو انت مالكش اهل يابني ادم تنزل لهم فرددت سيادتك مابلغتنيش ان اقوم اجازه فقال وانت مافكرتنيش ليه فرددت انا يافندم ماطلبش طالما قائدي نساني والحقيقه اعتذر الرجل لي بشده ومنحني اجازه لمده ١٠ ايام .........
انتظروني لمحاوله الصيد الفاشله.....