حاشيه:
لعل اكثر مواقف العدو خسه وغدر ودمويه شاهدته بعيناي هو في احد ايام هذا العام قصفت مدينه الاسماعيليه وكان هناك قطار يقف على رصيف محطه الاسماعيليه مملوء بأهالي الاسماعيليه المهجرين وكان منتظرا ليكتمل عددهم ليبدأ في التحرك فتم القصف بالمدفعيه عليه وركزت في القصف عليه فتحول القطار بمن فيه الي قطع من الحديد المعجون يجثث القتلى الجرحى لدرجه قيام قياده الجيش الثاني بالاسماعيليه قياده المحافظه بالاستنجاد الوحدات العسكريه القريبه من محطه القطار بسرعه إرسال عربات نقل الجنود لنقل القتلى والجرحي ووصلت اشاره بالاستنجاد هذه الي كتيبتي فأسرع قائدي الحبيب العقيد اح / سمير الحملاوي (رحمه الله) بأرسال ١٠ عربات وكل عربه بها ٤ جنود للمساعده في التحميل وذهبت العربات ونفذت هذه المهمه الإنسانيه وفي اليوم التالي كلفني قائد سريتي النقيب / كمال عبد الحق معوض (رحمه الله) بالتوجه الي قياده الكتيبه للتصديق على يوميه استهلاك الذخيره الذي استهلكتها السريه في اشتباك الأمس وتوقيعها من قائد الكتيبه وعندما وصلت إلى قياده الكتيبه وجدت القائد يهم بركوب عربته ويبدو عليه الاستعجال وسألني عن سبب وجودي بقياده الكتيبه وقبل ان أوضح له سبب ذلك أمرني بالركوب معه في العربه وشرح مااريد أثناء تحركها قائلا قياده اللواء قد استدعتني وانا ذاهب إليها تعال معايا وبعد رجوعنا سأقوم بالتوقيع على ماتريد وكانت قياده اللواء أيامها تحتل مدرسه الزراعه الثانويه للبنات الموجوده على حدود الحي الافرنجي بالاسماعيليه وأثناء سير العربه امر قائد الكتيبه سائق العربه بالتوجيه الي محطه القطار القريبه من قياده اللواءلمعاينه آثار قصف المدفعيه المعادي على القطار الذي كان متواجدا على رصيف المحطه اثناء القصف ووصلنا ودخلنا المحطه وياهول ما شاهدت عيناي رأيت قطار محطم تحطيما يعجز القلم وصفه وكانت هناك عربه وحيده منه اقلهم تحطيما ولكن كانت هناك قذيفه اخترقت سقف هذه العربه وانفجرت بداخلها ودخلنا هذه العربه فرأينا جميع المقاعد محطمه وفوق بعضها ورائحه الدم المتجلط تزكم الانوف ورأيت حاجيات اللذين كانوا بها مبعثره في كل أنحاء العربه وبينما انا سائر بداخل العربه وجدت رأس سيده تحت احد الكراسي فأنحنيت وآخرجتها بصعوبه من وسط الحطام وكان هذا الرأس لسيده في العقد الرابع من عمرها وهناك حلق ذهبي مازال على اذنيها وكانت مغمضه العينين وشعرها طويل وكان وجهها صافيا وليس به أي آثار للخوف او الرعب لما تعرضت له والأهم كانت على شفتيها ابتسامه رضا لمصيرها وقدرها وما كتبه الله عز وجل عليها كل ذلك واضح بشده على وجهها ويبدو ان الشظيه التي قتلتها قطعت رأسها من عنقها قبل أن تنتبه لما يحدث لها....!!!!!!!! وحملت هذا الرأس الطاهر وذهبت به إلى قائدي والذي كان يبعد عني خطوات قليله وقلت له لقد وجدت هذا الرأس تحت احد كراسي عربه القطار ويبدو ان اللذين كانوا يخلون القتلى لم ينتبهوا لوجوده فلقد كانت الدنيا بداخل العربه ظلام شديد فتأمل قائدي هذا الرأس وهذا الوجه ولمحت في عيناه الدموع قد بدأت تتجمع وتحاول النزول فقلت سيادته هاعمل فيها ايه يافندم فقال روح بيها لناظر المحطه واتركها عنده فأخرجت منديلي وغطيت به وجه السيده وذهبت به إلى ناظر المحطه والذي ماان شاهده حتى اغمى عليه وتولى مساعده استلام هذا الرأس مني.......!!!!!!!!
واقسم بالله ان منظر هذا الرأس وهذا الوجه ظل يطاردني لفتره من الزمن أراه في منامي او أثناء يقظتي...
منك لله يااخ نصر القفاص فلقد استدعيت هذا المنظر وانا اكتب هذه الحاشيه..... عجبك كده.........
انتظروني بتمهل