كلفت في احد الماموريات بالتفتيش علي وحده دفاع جوي تقع في اقصي شمال الدلتا وكان التفتيش سيبدا يوم سبت فقررت السفر في اليوم السابق له لادبر مكان مبيتي خلال فتره التفتيش وفعلا سافرت يوم الجمعه ولم اكن اعرف مكانها بالضبط ولكني اعلم خط السير اليها...المهم وصلت الي طريق المحله/بلطيم وسرت عليه حتي قريه البراري والحامول.وكان وقت صلاه الجمعه قد حان فتوقفت عند اول مسجد علي الطريق وكان مسجدا متواضعا جدا وفقير الامكانيات وكانت خطبه الجمعه قد بدات ودخلت اثنائها وجلست وسائقي بجانبي..فلفت نظري ان جميع المصلين من كبار السن البسطاء الغلابه وكان الخطيب رجل تعدي عمره سن السبعين بكثير ويمسك بكتاب عتيق وذو ورق اصفر يقرا منه موضوع الخطبه والذي حاولت فهمه ففشلت فلقد كان يقول الفاظ ضخمه وصعبه النطق حتي انه كان يتهجي الكلمه قبل نطقها وانتهت الخطبه بسلام وبدا في الدعاء وفي وسطه فوجئت به يقول.... اللهم انصر السلطان الغوري وعساكره......واذا بالمصلين يؤمنون علي دعاؤه ويقولون ..امين!!عندها لم استطيع منع نفسي من الضحك وكانت الضحكه بصوت عالي..!!
حاولت السيطره علي نفسي من الضحك ففشلت فشلا ذريعا..التفت الي المصلين البسطاء الغلابه فوجدوني اضحك واذا بهم هم الاخرون يضحكون لضحكي(صوره من صور النفاق الاجتماعي) حتي ان الخطيب شاركهم الضحك....ثم حدث صمت وبدات همهمه وكانت تتصاعد في الصفوف الاماميه..(كنت اجلس في اخر صف) غمزت لسائقي وهمست له بضروره مغادره المسجد بسرعه لتجنب مالا تحمد عقباه وفعلا خرجنا بسرعه وركبت عربتي واسرعت بها بعيدا ولكن احد المصلين خرج بعدي مباشره والتقط رقم عربتي...!!!!!!!
بعد حوالي اسبوعين وصلت شكوي الي الامانه العامه لوزاره الدفاع تفيد بانني احدثت حاله من الهرج والمرج اثناء صلاه الجمعه مما ادي الي فساد صلاه الاهالي الموجودين بالمسجد وفيها مطالبه بمحاسبتي وعن طريق رقم العربه وصلوا لي واستدعاني الامين العام اللواء /هتلر طنطاوي واخرج الشكوي لقراءتها والدفاع عن نفسي فلفت نظري ان الشكوي ليس بها الا توقيع واحد وحوالي 20 بصمه اصابع.فحكيت للواء/هتلر ماحدث وان الخطيب قام بالدعاء للسلطان الغوري وعساكره!!!!
ضحك اللواء هتلر طنطاوي بشده حتي كاد يقع من علي كرسيه واخذ يردد....
السلطان الغوري.....السلطان الغوري....يانهار اسود الناس دي اكيد من اهل الكهف....السلطان الغوري.....!!!!!!!!!!! حفظ الشكوي وصرفني من مكتبه......
منه لله السلطان الغوري وعساكره.....