شقاوه شباب...
مدرسه المظلات...
القفزه الاولي...٢
في الرابعه صباحا من يوم القفز ذهبنا الي عنبر استلام المظلات واستلمناها وساعدنا المعلمين في ارتداؤها وركبنا العربات وتحركت حتي وصلت الي مطار الماظه العسكري ووجدنا الطائرات رابضه علي ارض المطار منتظره ركوبنا فيها..ركبناها بترتيب القفز وجلست علي المقعد وبدأت في قراءه مااحفظ من القرأن الكريم...وصعدت بنا الطائرات في الجو وكانت منطقه الاسقاط في صحراء برقاش ...وكان قائد القفز لنا هو الصول/عبد الكريم والذي كان جالسا بجوار باب الطائره المغلق ينظر لي بتحفز شديد ويلعب في شنبه...!!!!وقبل الوصول الي منطقه الاسقاط بحوالي ٥دقائق قام بفتح باب الطائره ثم اشار لي بيده دون ان يتكلم بأن اتقدم اليه فككت مظلتي من الحبل الصلب والمشبوكه به وتقدمت اليه فقام بوضع الهوك لمظلتي في الحبل امام الباب المفتوح فقلت له بتعمل ايه...؟؟؟؟فرد علي مش عايز اسمع منك صوت..!!! خد وضع القفز وخليك جاهز فرددت عليه اللي بتعمله ده غلط انا هاانط قبل الاخير ...فرفع سبابته علي فمه وقال لي هس...متع عنيك قبل ماتنط...!!!!
وقفت علي باب الطائره متخذا وضع القفز اشاهد القاهره من فوق...كان المنظر لي مرعب جدا ولن ادعي البطوله او الشجاعه .فلقد ركبني الخوف الشديد بداخلي وحاولت السيطره علبه ولكني فشلت وان كان عنادي لم يظهره خارج جسمي او لاحد ولكنه كمن بداخلي..!!!!! ودخلنا منطقه الاسقاط.وسأصف لكم نفسي في تلك اللحظات المرعبه...
شاب عمره ١٩سنه لم يركب طائره في حياته وواقف امام باب طائره مفتوح لمده ٥دقائق يشاهد الطريق الاسفلت مثل خط القلم الرصاص والمباني بحجم علبه الكبريت والهواء البارد بيلطش في وشه... مش كده وبس ده مطلوب منه ان يقفز من الطياره في الفراغ الموجود تحته وامامه...الحقيقه خفت.حاولت استدعاء شيطاني ليعينني في تلك اللحظات فوجدته جالسا القرفصاء يرتعد هو الاخر ومتشبسا باحدي قدماي مثل الاطفال.!!!!_
صاح في الصول عبد الكريم نط ياطالب والحقيقه ايضا انني حاولت اعطاء جسدي الامربالحركه ولكنه خذلني ولم يستجب لي فنظرت الي الصول/عبد الكريم نظره استجداء قائلا له ارميني من الطياره زي ماقلت ...وكان هو متوقعا لكل ذلك بحكم خبرته واذا بشلوت محترم يقذفني من الطائره وانا مغمض عيناي واصبح وحيدا في الجو ولم افتحهما الا بالشده العنيفه لحبال المظله عندما فتحت.......ساعتها سيطرت علي حواسي وتذكرت ماتعلمته وبدأت في توجيه المظله ناحيه مركز منطقه الاسقاط..ووجدت نفسي اسبح في الفضاء...شعور جميل جدا تحسد الطيور عليه وهنا ظهرت لي نفسي تحدثني قائله لي ..كنت خايف تنط ياجبان..فأرد عليها مانتي عارفه الظروف اللي انا فيها فتقول لي طيب ودلوقتي فأرد متعه مابعدها متعه...فتقول لي هاتخاف تاني فأرد لايمكن...فتقول هانشوف....
المهم اقتربت من الارض التي شاهدتها بتطلع لي مش انا اللي نازل لهافأتخذت وضع الاصطدام بالارض والحمد لله وصلت سالما وبالوضع السليم ...استقبلني المعلمين اللذين هنأوني بسلامه الوصول وسلمتهم المظله وجلست علي الارض اشاهد زملائي وهم يصلون تباعا...
كان النقيب/_ محمد حسين طنطاوي يقفز من طائره اخري غير طائرتي.اما النقيب رضوان فكان اول القافزين بعدي والذي تعافي علي المظله فأخذته بعيدا...بعيدا..عن منطقه الاسقاط وهبط بداخل قاعده صواريخ موجوده في المنطقه الامر الذي ادي الي الاعتداء عليه اعتداءا وحشيا من جنود القاعده قبل ان تلحقه عربه قائد منطقه الاسقاط وينقلونه الي المستشفي ولم نراه بعد ذلك ابدا حتي بعد رجوعنا للكليه...فلقد نقل منها...
بعدما عدنا الي مدرسه المظلات شاهدني الصول /عبد الكريم وبمجرد رؤيته لي قال لي ببرود شديد وبهدوء اشد ومبتسما البصمه اتحطط عليك قبل ماتحطها علي حد...شوف بنطلونك شكله ايه؟؟؟؟؟؟
بعد ذهابي الي عنبر النوم خلعت البنطلون فوجدت ورنيش حذاء الصول/عبد الكريم معلم فيه وواضح به.....فأستدعيت شيطاني لاتشاور معه فيما سأفعله للرد علي الشلوت فلم اجده فلقد تركني الجبان وحدي وهرب مني.....وانتهت القفزه الاولي....قفزه الشلوت..
انتظروني....
تحيا مصر الوطن....